* الزعفراني: الانقسام دفع العديد من شباب الإخوان للانصراف عن الجماعة * "دراج": لا نعترف بقرار تعيين صهر الشاطر * قيادى إخوانى يعترف: أصبحنا أمام جماعتين * خبراء: الانقسام الأكبر في تاريخ الجماعة شرخ جديد يظهر في جدران جماعة الإخوان الإرهابية، والتي باتت من الواضح أنها، باعتراف قياداتها، منقسمة إلى جماعتين يتصارع كل طرف منهما على إرث التنظيم واسمه، بينما تقسم الخلافات يوميا وتبعدهم، وكل طرف لا يريد أن يتراجع خطوة في طريق الحل. قرار جبهة محمود عزت بتعيين كل من أيمن عبد الغنى، عضو الهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة المنحل، وأمين الاتصال السياسي حسين عبد القادر، متحدثين باسم الحزب في الخارج كان بمثابة وضع الزيت على النار من جديد وإشعال الموقف داخل التنظيم، خاصة في ظل سعى جبهة محمود عزت لفرض كلمتها عليه. ووفقا لمصادر من داخل الجماعة، أكدت أن عودة أيمن عبد الغنى والذى اختفى بعد هروبه من مصر لفترات طويلة للعمل داخل الجماعة، خاصة في جبهة محمود عزت، سيدعمها في صراعها مع إخوان تركيا، خاصة أن عبد الغنى هو صهر خيرت الشاطر، ما يعنى أن إخوان السجون والشاطر يدعمون جبهة محمود عزت. وأضافت المصادر أن محمود عزت يراهن على استقطاب العديد من القيادات البارزة داخل الإخوان مثل أمين عبد الغنى لدعم إخوان تركيا، ومكتب مدحت الحداد الذى ينتمى لنفس الجبهة، في مواجهة مكتب إخوان تركيا، على رأسهم عمرو دراج ويحيى حامد وأحمد عبد الرحمن. وأكدت أن التعيينات الجديدة ستشعل الحرب بين قيادات الإخوان، وفى نفس الوقت ستدفع مزيدا من الشباب للانضمام لجبهة عزت نظرا للرسالة التي حملها تعيين أيمن عبد الغنى والتي تقول إن خيرت الشاطر يدعم جبهته محمود عزت. من جانبه، رد عمرو دراج على تعيين متحدثين جديدين للإخوان رافضا الاعتراف بهما قائلا: "تم تعيين أخوين كمتحدثين إعلاميين باسم الحزب فى الخارج، وأود فى هذا الإطار توضيح أنه من غير الواضح من اتخذ هذا القرار خارج إطار المؤسسات الرسمية للحزب، علما بأنى أنا العضو الوحيد المنتخب بالمكتب التنفيذى للحزب"، معلنا عدم اعترافه بهذا القرار. وقال عز الدين دويدار، القيادى الإخوانى وأحد مطلقى وثيقة على بصيرة، إن الانتخابات ستنطلق قريبا لاستكمال باقى الهيئات داخل الإخوان، مضيفا أن أسابيع قليلة وستصبح الجماعة رسميا جماعتين كلاهما يحمل اسم الإخوان المسلمين. وأوضح دويدار أن هذا ما فرضه المترددون من الإصلاح، مؤكدا أن إحدى الجماعتين تمتلك هياكل منتخبة ومشروع لائحة عصريا وكوادر حركية وبرنامج رفع كفاءة ومشروع إحياء وتصحيح وثورة، والثانية تملك رموزا تاريخية ومؤسسات صورية واعترافا دوليا ومشروع تفاهم أمنيا وسياسيا مع النظام العالمي يراه البعض إنقاذا لما يمكن إنقاذه. وقال إن الممارسة والخيارات والنتائج التي سيقدم عليها كلا الاتجاهين هي التي ستحدد أيهما هو الامتداد الطبيعي لدعوة الإخوان، مضيفا أن مسار التجديد والتصحيح هو الذي يمتلك الكوادر والكفاءات النوعية والقوة الشبابية والفكرية والرصيد الثوري والحركي والرؤية والجرأة، وهي التي يمكن أن يراهن عليها جماهير الإخوان. من جانبه، قال خالد الزعفرانى، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، إن الانقسامات في الإخوان توصل لفكرة وجود جماعتين وليست جماعة، كل فريق يتصارع على الاسم والإرث داخل التنظيم، والقيادات الكبيرة لن تتخلى عن الإخوان ببساطة، مؤكدا أن الإخوان أنفسهم باتوا يعترفون بأنهم جماعتان. وأضاف الزعفرانى، في تصريحات خاصة، أن تعيين صهر الشاطر متحدثا باسم الإخوان أعطى إشارة بأن خيرت الشاطر يؤيد جبهة محمود عزت واتجاهها، خاصة أن علاقة عبد الغنى والشاطر قوية وينفذ ما يطلبه منه، مشيرا إلى أن التغييرات الجديدة ستدفع إخوان الخارج لقرارات مضادة تزيد الانقسام. وأكد أن الانقسام دفع العديد من شباب الإخوان للانصراف عن الجماعة وتركها والانشقاق عنها، وهناك الآلاف من الشباب لم يعد يربطهم بالتنظيم شيء. بدوره، أكد هشام النجار، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، أن اعتراف الإخوان بتحولها لجماعتين يؤكد الواقع الذى تعيشه الجماعة من انقسام لم تشهده طوال تاريخها، مشيرا إلى أن الانقسام في الإخوان حاليا أقوى من أي فترات زمنية سابقة، ولم يعد يستمع أحد للقيادات ولا يحترم تاريخهم. وقال النجار، في تصريحات خاصة، إن التمايز بين الفريقين واضح على أساس السير فى مسارين، أحدهما مسار الارتباط الإقليمى بقوى تسعى لزعامة المشهد الإسلامى ليخدمها فى الصراعات الإقليمية الحالية، والآخر يسعى للتراجع والتهدئة ومحاولة الاستقلال والتقليل من دور التنظيم الدولى لصالح التجربة الحزبية المحلية فى كل دولة على حدة. وأكد أن الجماعة ستنقسم لفريقين، كل فريق يسعى لتأكيد سيطرته وبناء علاقات ومؤسسات داخلية وخارجية.