* مكرم محمد أحمد: مجالس إدارات الصحف القومية الأقدر على اختيار رؤساء التحرير * عبد المنعم سعيد يشرح الطريقة الأفضل لاختيار "رؤساء تحرير" الصحف القومية * صلاح عيسى يقترح "اختبار" المتقدمين لرئاسة تحرير الصحف القومية واختيار "المبدعين" * مكاوي: ال C.V و"نظافة السجل المهني" أفضل آلية لاختيار رؤساء تحرير الصحف القومية تارة بالانتخاب.. وتارة بالاختيار المباشر.. كلها طرق اختيار رئيس تحرير المؤسسات القومية، إلا أن الكثير من المتخصصين بالمجال رفضوا الأمرين، وذلك لدخول الأهواء الشخصية والاعتبارات الحزبية والسياسية والولاءات الانتمائية، مشددين على ضرورة أن يكون هناك آلية مهنية فقط في اختيار رؤساء التحرير. فقد أكد الكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد، نقيب الصحفيين الأسبق، أن مجالس إدارات المؤسسات الصحفية القومية التي تضم في تشكيلها جميع فئات المؤسسات، هي أجدر وأفضل من يقوم بعملية اختيار رؤساء التحرير، بحيث يتم تحديد أهداف معينة لرئيس التحرير خلال فترة زمنية محددة، وفي حالة عدم الوفاء بهذه الأهداف تعطى الصلاحية لمجلس الإدارة بإقالة هذا الشخص من منصبه واختيار آخر. وأوضح نقيب الصحفيين الأسبق أن المعايير التي يتم على أساسها اختيار شخص ما لمنصب رئيس التحرير تتمثل في التاريخ المهني والإنجازات الصحفية وقضاء فترة طويلة بالمؤسسة ومشهود له بحسن السير والسلوك، بالإضافة إلى أن يكون هناك توافق عام على تلك الشخصية لتولي المنصب. مواجهة الزحف الإلكتروني للمواقع فيما قال الدكتور عبد المنعم سعيد، رئيس مجلس إدارة الأهرام الأسبق، إن هناك طريقة علمية في اختيار رؤساء تحرير ورؤساء مجالس إدارات المؤسسات الصحفية يتم تطبيقها في المؤسسات الصحفية العالمية، حيث يتم تشكيل لجنة من المتخصصين بمجال الصحافة لاستقبال المرشحين لتك المناصب وفقا لمعايير الكفاءة والخبرات والنجاحات التي حققها المتقدم في مجال الصحافة. وأضاف "سعيد"، في تصريحات خاصة ل"صدى البلد": "تقوم تلك اللجنة بالاطلاع على السيرة الذاتية لكل شخص تقدم لهذا المنصب لتصفية جميع المتقدمين على قائمة مصغرة تضم من 3 إلى 4 أشخاص تُجرى لهم مقابلات شخصية للتعرف على تفكير كل شخص ومدى قدراته الإبداعية والتخيلية للنهوض بالمؤسسة وجعلها أكثر قدرة على مواكبة التغيرات وأكثر انتشارا في السوق الصحفية وأكثر جذبا للقراء وكيفية مواجهة الزحف الإلكتروني للمواقع". وأكد الرئيس الأسبق لمجلس إدارة الأهرام أن أهم مديري ورؤساء التحرير في المؤسسات الصحفية العالمية ليسوا من كتاب المقالات الجيدين، ولكن من الأشخاص الذين يمتلكون القدرات الإبداعية والتخيلية في إدارة المؤسسة تحريريا، متوقعا أن تؤدي هيئة تنظيم الإعلام دورها في اختيار رؤساء التحرير ورؤساء مجالس الإدارات على أكمل وجه. المهنية من جانبه، أكد الكاتب الصحفي صلاح عيسى، أمين عام المجلس الأعلى للصحافة، أن القانون الجديد للصحافة والإعلام نص على قيام الهيئة الوطنية للإعلام بتشكيل لجنة من الخبراء والمتخصصين في مجالي الصحافة والإعلام لاختيار رؤساء تحرير الصحف القومية، متوقعا عدم استمرارية هذا النص لفترات طويلة، وذلك لعدم توافق الجماعة الصحفية داخل تلك المؤسسات عليه. وفي تصريح خاص ل"صدى البلد"، اقترح أمين المجلس الأعلى للصحافة، أن يقتصر اختيار رؤساء التحرير لتلك المؤسسات على الأسس المهنية فقط، والتي تتمثل في القدرة على الإبداع والكفاءة والابتكار، وهو ما يمكن اكتشافه بسهولة من خلال السيرة الذاتية للأشخاص، وكذلك اختبارات شخصية تجرى للمتقدمين، دون النظر لأي اعتبارات أخرى، على عكس ما كان يحدث في الماضي، والتي كانت تتم وفقا للولاءات والانتماءات السياسية. القدرة على القيادة كما أكد الدكتور حسن عماد مكاوي، وكيل المجلس الأعلى للصحافة، أن اختيار رؤساء تحرير الصحف القومية في الفترات السابقة كان يمثل مشكلة كبرى، وذلك لتحكم الأهواء الشخصية والمصالح والاعتبارات، مشيرًا إلى أن القانون الجديد والموحد للإعلام المصري نص على مادة تضمن الاختيار الأمثل لقيادة تحرير تلك المؤسسات القومية. وأوضح "مكاوي"، في تصريحات خاصة ل"صدى البلد"، أن القانون الجديد نص على أن يتقدم من يري في نفسه القدرة على رئاسة تحرير المؤسسة بالسيرة الذاتية (C.V) له، على أن تتضمن تلك السيرة ما يسرد خبرته بالمجال وقدرته علي القيادة والرؤية التطلعية والمستقبلية، وأن يكون سجله المهني خاليا من الجزاءات سواء من المؤسسة أو النقابة خلال آخر 3 سنوات من تاريخه المهني. وألمح وكيل المجلس الأعلى للصحافة إلى أن تلك المعايير ستساهم في التخلص من المشكلات التي كانت تعاني منها المؤسسات القومية أثناء اختيار رؤساء التحرير، وهو الأمر الذي سيساهم في تحقيق أكبر قدر ممكن من الكفاءة والمهنية للإعلام الرسمي والمملوك للشعب المصري. تجدر الإشارة إلى أن الفترة المقبلة ستشهد انتهاء ولاية رؤساء تحرير الصحف القومية الحاليين.