من أهم المشاكل التي تقلق الأب والأم هو تأخر النطق عند طفلهما، ولعل من أهم أسباب ذلك ضعف المستوى العقلي للطفل إذ إن هناك صلة وثيقة بين ذكاء الطفل والنطق. وقد أكدت دراسة علمية أن التخلف العقلي يؤثر بدرجة كبيرة فى تطور النطق عند الأطفال، فالطفل المتخلف عقليا ينخفض لديه مستوي التركيز والانتباه وبالتالي لا يستطيع تقليد أو محاكاة الآخرين، ويعتبر عدم السمع أو شدة ضعفه من أهم الأسباب وراء ذلك، لأن السمع هو الوسيلة التي سيتعلم بها الطفل من الآخرين فبمجرد سماع الطفل لكلمة ما سيستطيع التقليد ومحاولة إعادة نفس الكلمة التي سبق أن سمعها. وأضافت الدراسة: ولا يمكن إهمال العوامل الوراثية عند الحديث عند تأخر النطق عند الأطفال، فمن الممكن أن يكون الطفل ذا ذكاء طبيعي وحاسة سمع قوية إلا أنه يعاني من تأخر النطق ويرجع السبب في مثل هذه الحالة إلى وجود حالات مماثلة في العائلة، لأن النطق أو الكلام يعد شكلا من أشكال النمو الاخرى التي تعتمد على نضج النخاعية في الجهاز العصبي، وفي تلك الأجزاء التي تتحكم في عملية النطق. وتابعت: العوامل البيئية كذلك تؤثر فى تأخر النطق عند الطفل فلا يمكن أبدا أن يتساوى في ذلك طفل كبر في رعاية الأم والأب وطفل كبر في دور المؤسسات والمعاهد التربوية إذ تؤثر سوء معاملة الطفل وعدم احتوائه في ذلك وكذلك عدم اهتمام المربين في تلك المؤسسات بتدريب الطفل على النطق والكلام لسبب أو لآخر، وحذرت الدراسة الأب والأم من سوء التصرف مع الطفل عند نطقه بالكلمة الأولى فبعض الأمهات عن غير قصد تسخر من طريقة طفلها في بداية عهده بالكلام فتجعل من يحيط به يسخر منه، مما يؤثر سلبا فى نفسية الطفل ويجعله يفضل الصمت على الكلام لبعض الوقت، وقد لوحظ أن تطور الكلام عند العائلات ذات المستوى الاجتماعي، والثقافي العالي مع وجود وضع اقتصادي جيد، يكون أفضل وأسرع. أما بالنسبة للتوائم، فقد يتأخر أحدهما في النطق والكلام ولا يصاب الآخر بذلك إلا في حالات نادرة جدا ولا يوجد سبب ظاهر لذلك حتى الآن، كذلك فإن وجود خلل في بعض تراكيب الأعضاء التي تؤثر فى الكلام مثل سوء الإطباق بين الفكين خاصة إذا كانت متلازمة بحالة صغر الفك السفلي، وبمجرد معالجة ذلك يستطيع الطفل النطق بطريقة صحيحة. ويعتبر جنس المولود عامل مؤثر في النطق عند الأطفال إذ ان الإناث يعتبرن أسرع في النطق من الذكور. واخيرا ينبغى على الأم أن تجد وقتا كافيا لطفلها لتدريبه على الكلام وأن تعطيه القدر الكافي من الحنان الذي يؤثر ايجابا على ثقة الطفل في نفسه وشعوره بالأمان ويتعلم منها بسهولة.