الاستعانة بوحدات تصوير إضافية للمسلسلات.. ضيق الوقت «سببها».. وغياب الانسجام والإيقاع الدرامي «خطرها»

* "الطبال" و"دافنشى" الأقرب فى الاستعانة بوحدات تصوير ثانية
* "ذات" الأكثر جدلاً و"سجن النسا" مر بسلام
بدأت منذ عدة سنوات تتفشى ظاهرة خطيرة أحيانًا ما تضرب العمل الدرامى فى مقتل، وهى الاستعانة بوحدات تصوير ثانية تكون موازية للوحدة الأصلية للعمل, تتكامل فيها العناصر اللوجيستية والبشرية بوجود مخرج لمحاولة الانتهاء من المسلسلات فى وقت محدد ولا سيما وسط تكالب القنوات الفضائية على بث هذه الأعمال فى موسم شهر رمضان .
وفيما تنجح بعض الأعمال فى العبور برؤية موحدة لمخرجها الأول "والأصلى"، يقع البعض الآخر فى مأزق اختلاف الإيقاع أو الإخلال بنمط العمل ككل ويبقى المخرج محمد ياسين أكثر المخرجين استعانة بالوحدة الثانية فى الوسط الفنى.
ومن بين أبرز هذه الأعمال التى وقعت فى فخ "خطيئة" الاستعانة بوحدة تصوير ثانية, وبدا واضحا للجميع اختلاف الإيقاع الدرامى, هو مسلسل "ذات" للنجمة نيللى كريم والذى تم عرضه قبل سنوات, حيث وجود المخرج الكبير خيرى بشارة بجانب المخرجة الأصلية للعمل كاملة أبو ذكرى بدون تنسيق كبير أطاح بالعمل ولاحظ الكثير من المتخصصين الفارق بين حلقاته النهائية وباقى العمل , فيما لم يتأثر مسلسل "سجن النسا" لنفس المخرجة من التعامل مع وحدة ثانية لأخراج بعض المشاهد .
فيما نجحت الفنانة شيرين العام الماضى بمسلسل "طريقى" وأثنى عليه عدد كبير من المتابعين, وحافظ المخرج محمد شاكر على توحيد الشكل الإخراجى, بالرغم من الاستعانة بوحدة اخراج ثانية لسرعة الانتهاء من التصوير وتسليم الحلقات, وهو بطولة شيرين، وأحمد فهمى، وباسم خياط، وسوسن بدر، وسيناريو تامر حبيب .
ومن المُرجح أن يستعين كل من مسلسل "الطبال" بطولة أمير كرارة ومسلسل "هى ودافنشى" بطولة ليلى علوى بوحدات تصوير ثانية خلال أيام لسرعة الانتهاء من التصوير، بعد التوقفات المتلاحقة التى طالت كلا العملين, ومطالبة الفضائيات صناع هذين العملين سرعة تسليم الحلقات للعرض خلال الموسم الدرامى المقبل .
الناقد الكبير طارق الشناوى أكد أن اختراع وحدة ثانية للتصوير هو أمر فى غاية الخطورة, لما يحتويه من مجازفه قد تضر بالشكل النهائى للعمل, وينقسم الأمر الى نوعين اما الاستعانة بمخرج زميل لإخراج عدد من المشاهد متفق عليها مسبقا وكأنه يؤدى دور المخرج المنفذ على سبيل المثال.
أما الجزء الثانى هو الاعتماد بشكل كبير على مخرج آخر نظرًا لضيق الوقت وخاصة قبل موسم شهر رمضان, للعمل على اخراج مشاهد على حساب الجودة والانسجام , وهو الأمر الذى يتعلق بالميزانية وأمور التسويق وحروب الإعلانات .
وفى جميع الأحوال حتى بوجود تفاهم كبير بين المخرجين فى وحدتى التصوير, فإن ذلك يؤثر بصورة أو بأخرى على نعومة المشاهد وانسيابيتها , وهو ما اعتبره آفة يجب أن يقاومها صناع الدراما بالبدء فى تنفيذ أعمالهم مبكرا وقبل رمضان بوقت كافٍ.