تنزانيا وفيتنام توافقان على خريطة مشروعات ذات أولوية

أجرى وفد رجال أعمال ومستثمرون تنزانيون مباحثات موسعة مع الرئيس الفيتنامي، ترونج تانج سانج، في العاصمة دار السلام، حيث توصل الطرفان إلى عدد من القرارات والصياغات بشأن كيفية قيام الدولتين بحسن استغلال الفرص الاستثمارية المشتركة لإقامة مشروعات ناجحة ومربحة بينهما.
وقد شارك وزيرا الصناعة والتجارة والاستثمار، تشارلز مويجاجي، والزراعة والثروة الحيوانية والسمكية، مويجولو نشيمبا، في المباحثات المغلقة التي أجراها الجانبان في أحد فنادق العاصمة التنزانية.
وفي كلمة أدلى بها أمام الصحفيين في أعقاب انتهاء اجتماع الرئيس الفيتنامي، وصف وزير الزراعة التنزاني، مويجولو، المباحثات بأنها كانت مثمرة، لافتاً إلى أن المباحثات وضعت المشروعات الخاصة بإنتاج زيت الطعام والسكر، علاوة على تحسين إنتاجية الأسماك والمصايد، في صدارة الأولويات التي سيركز عليها الجانبان، قائلاً "لدينا سوق محلي كبير لزيت الطعام، حيث نستورد أكثر من 80 في المائة من إجمالي ما تستهلكه البلاد من زيوت الطعام."
وقال إن البلدين سوف يتشاركان في الاستثمار بكثافة وتركيز شديدين في مجال الصناعات الغذائية، مبينا أنهما وافقا على تأسيس نظام تبادل معلومات رسمي بشأن الفرص الاستثمارية المتاحة بينهما.
وأكد المسؤول التنزاني أن بلاده لديها الكثير لتتعلمه من فيتنام بشأن زراعة وإنتاج نبات الكاجو، مشيراً إلى أن تلك الدولة الآسيوية، طورت من صناعة الكاجو بصورة لافتة للأنظار على الرغم أنها تتحصل على بذور هذا النبات من تنزانيا، مبينا أن فيتنام تنتج حاليا ما يقرب من 300 ألف طن سنويا من ذلك المنتج.
وقال وزيرالزراعة التنزاني إن الدولتين وافقتا على التعاون المشترك لإنشاء مصنع للتبغ في مدينة تابورا، موضحا أن "فيتنام لديها 18 مصنعا لإنتاج السجائر، التي تقوم بإنتاج وتصنيع نوعيات من السجائر ذات الماركات المحلية والعالمية"، مؤكدا أن بلاده لديها الرغبة في الاستفادة من الخبرات الفيتنامية في عديد من المجالات الإنتاجية التي تشمل قطاعات متنوعة.
ولم يعلق رئيس اتحاد القطاع الخاص التنزاني، ريجينالد مينجي، وغيره من رجال الأعمال المحليين على المباحثات التي جرت مع الرئيس الفيتنامي الذي وعد، أثناء زيارته لمقر "هيئة مناطق تشغيل الصادرات" EPZA، في دار السلام، بإقناع المزيد من مستثمري بلاده بالقدوم إلى تنزانيا والتعاون وإقامة مشروعات مشتركة فيها.
وأعرب الرئيس الفيتنامي، ترونج تانج سانج، عن سعادته بزيارة تنزانيا، وقال "أهنئكم على الدفعة التصنيعية الواضحة والتسهيلات التي تقدمونها للمستثمرين، وأتمنى في الزيارة المقبلة لتنزانيا، أن ألتقي بالمزيد من المستثمرين الفيتناميين"، مشيراً إلى أن شركة "هالوتيل"، هي الشركة الفيتنامية الوحيدة التي تعمل في البلاد، برأسمال يصل إلى 700 مليون دولار أميركي، ليصبح هي الشركة المبادرة والسباقة بين نظيراتها من الشركات الفيتنامية التي ستسعى إلى تقليدها مستقبلاً.
ودعا الرئيس سانج حكومة تنزانيا إلى تحسين الامتيازات والتسهيلات الاستثمارية لجذب رؤوس الأموال المحدودة التي تتنافس عليها جميع بلدان العالم.
وتابع قائلاً "هناك منافسة شرسة على موارد الاستثمارات في العالم، والدول القادرة على تقديم أفضل تسهيلات ستكون الأكثر قدرة على جلب أكثر موارد استثمارية إلى ربوعها"، مؤكدا أن تنزانيا شرعت في اتخاذ الخطوات الصحيحة، لافتا إلى أن بلاده خطت نفس الخطوات صوب إقامة مناطق اقتصادية خاصة SEZ، ومناطق تشغيل صادرات EPZ، غير أن برنامج بلاده في الوقت الراهن حقق إنجازات مهمة وتمكن من توليد أكثر من 150 مليار دولار في صورة إيرادات مبيعات.
وعلق المدير العام ل"هيئة مناطق تشغيل الصادرات" EPZA، جوزيف سيمباكاليا، في استعراضه لأنشطة الهيئة قائلاً إن مناطق الصادرات والمناطق الاقتصادية الخاصة في تنزانيا ساهمت في خلق 36 ألف فرصة عمل وجلبت إيرادات صادرات زاد إجماليها على 3ر1 مليار دولار.
استحوذت الاستثمارات التنزانية في المناطق الاقتصادية الخاصة ومناطق التصدير على حصة نسبتها 44 في المائة، بينما مثل المستثمرون الأجانب 42 في المائة، و14 في المائة للمشروعات ذات رؤوس الأموال المشتركة.
ولفت سيمباكاليا إلى ان الخطة الخمسية الاستراتيجية الثانية للهيئة تركز على التصنيع باعتباره القطاع الذي يتصدر قمة أولويات الدولة اقتصادياً، ولاسيما بالنسبة لقطاعات الصناعات الغذائية، والمنسوجات، تشغيل الجلود، والتعدين، مواد البناء، والصناعات الكيماوية.