ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أنه مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية التى ستشهدها ليبيا السبت المقبل، فإن البلاد تعانى من التوترات العرقية بسبب الأقلية البربرية والتي عانت من اضطهاد القذافي لها وتخشى الآن من سيطرة الإسلاميين على السلطة. ويقول قادة الأمازيغ الذين لعبوا دورا كبيرا فى الإطاحة بالقذافى، إنهم يشعرون بأن الحكومة الانتقالية خذلتهم، ويشعرون بالغضب إزاء دور الأمازيغ فى الحياة السياسية الوليدة فى ليبيا، ويقولون بشكل خاص إن الأحزاب الإسلامية تكتسح السلطة فى طرابلس، وهو ما يبدو ممكنا وإن كان كل شىء سيتضح مع انتخابات السبت المقبل. كما ذكرت "الجارديان" أنه في مارس الماضى قتل 17 شخصا بعد اندلاع قتال بين أمازيغ زوارة وجيرانهم العرب فى القرى المجاورة، كما اتهم الأمازيغ جيرانهم بالوقوف مع القذافى إبان فترة الثورة الليبية، فضلا عن النزاعات المشتعلة على الأراضى وطرق التهريب. وتوضح الصحيفة أن القذافى على مدار حكمه الذى استمر 42 عاما، اضطهد الأقلية البربرية أو "الأمازيغ"، واعتقل قادتها ومنع تدريس لغتهم فى المدارس، وتعرضت احتجاجاتهم للقمع، حيث كان القذافى يرى أن دولته عربية فقط، وأصر على أن الأمازيغ "الخونة" كانوا فصيلا عرقيا حتى على الرغم من أن عددهم 600 ألف شخص من إجمالى 6 ملايين ليبى. وبعد ما يقرب من عام على الإطاحة بالقذافى، وقبيل أيام قليلة من إجراء أول انتخابات ديمقراطية، فإن الثقافة الأمازيغية تتمتع بإحياء جديد، فتحول مقر الشرطة السرية فى مدينة زوارة إلى محطة راديو أمازيغي، وأصبح أحد القصور الموجودة بالمدينة والذى يخص أحد الموالين للقذافى مكانا لورشة عمل فنية واستوديو تسجيل لأغانيهم وقصائدهم التراثية التى كانت ممنوعة يوما ما، وأصبح نشطاء الأمازيغ مشغولين بإعادة تعلم لغتهم التى يعود عمرها إلى ألف عام، لكن لا تزال هناك تذمرات قاتمة تحدث ضدهم أيضا، حسبما تشير الصحيفة.