قال مصدر دبلوماسي غربي إن مجموعة المعارضة الرئيسية السورية تدرس اقتراحا قدمه مبعوث الأممالمتحدة الخاص بسوريا ستافان دي ميستورا ويمكن أن يمهد الطريق أمام استمرار الوفد في المحادثات بعد أن عقد أولى اجتماعاته مع دي ميستورا يوم الأحد (31 يناير). وكان ممثلو الهيئة العليا للتفاوض المدعومة من السعودية وتضم معارضين سياسيين وعسكريين للرئيس السوري بشار الأسد قد هددوا يوم الأحد بالانسحاب من محادثات جنيف ما لم تتخذ خطوات لتخفيف معاناة المدنيين بسبب الصراع المستمر منذ خمس سنوات. ورد رئيس وفد الحكومة السورية بالقول إن تفجيرات وقعت في دمشق يوم الأحد وأعلن تنظيم داعش مسؤوليته عنها وأسفرت عن مقتل 60 شخصا تؤكد وجود صلة بين المعارضة والإرهاب رغم عدم مشاركة التنظيم المتشدد في المحادثات. وتهدف الأممالمتحدة إلى إجراء محادثات لمدة ستة أشهر تركز على تطبيق وقف لإطلاق النار على نطاق واسع مع العمل باتجاه تسوية سياسية للحرب الأهلية التي راح ضحيتها أكثر من 250 ألف شخص وتشرد بسببها أكثر من عشرة ملايين شخص وتدخلت فيها قوى عالمية. وبعد إصرار الهيئة العليا للتفاوض في بادئ الأمر على ضرورة وقف الضربات الجوية وإنهاء حصار البلدات السورية قبل انضمامها "لمحادثات التقارب" حيث يلتقي دي ميستورا بكل وفد في غرفة منفصلة ظهرت بعض مؤشرات على تخفيف موقف المعارضة مساء يوم الأحد. ووصف سالم المسلط المتحدث باسم الهيئة المناقشات مع دي ميستورا بأنها إيجابية للغاية ومشجعة "فيما يتعلق بالأمور الإنسانية". واجتمع الوفد لعدة ساعات يوم الأحد لدراسة اقتراح. وقال مكتب مبعوث الأممالمتحدة الخاص بسوريا إنه سيلتقي بوفد الحكومة السورية يوم الاثنين (1 فبراير) في الساعة 1100 بالتوقيت المحلي (1000 بتوقيت جرينتش) وبوفد الهيئة العليا للتفاوض الساعة 1700 (1600 بتوقيت جرينتش). وقال المصدر الدبلوماسي الغربي "قدم دي ميستورا اقتراحا لهم يشجعهم على الدخول في المفاوضات. إنهم شديدو الحذر." وأضاف أنه لا يعلم محتوى العرض. ويسعى وفد المعارضة إلى وقف الهجمات على المناطق المدنية وإطلاق سراح المعتقلين ورفع الحصار. ولدى المعارضة قائمة تضم 3000 امرأة وطفل في السجون السورية. ووردت هذه الإجراءات في قرار لمجلس الأمن الدولي أطلق عملية السلام في سوريا. وقال المصدر الغربي "يريدون أمورا ملموسة مرئية على الفور.. أمورا يمكنهم تقديمها لأنصارهم. بعض الأمور غير ممكنة على الفور كوقف القصف لكن الأسهل هو إطلاق سراح المدنيين والنساء والأطفال." وقال رئيس وفد الحكومة السورية في جنيف بشار الجعفري إن دمشق تدرس خيارات مثل وقف إطلاق النار وممرات إنسانية وإطلاق سراح سجناء لكنه أشار إلى أن مثل هذه الإجراءات يمكن أن تأتي كنتيجة للمحادثات وليست قبلها. واعترضت موسكو على مشاركة جماعتين للمقاتلين الإسلاميين هما جيش الإسلام وأحرار الشام في المحادثات. لكن محمد علوش القيادي السياسي في جيش الإسلام قال لرويترز إنه سيذهب إلى جنيف لكشف عدم جدية الحكومة السورية في السعي لحل سياسي. وفي مؤشر آخر على أن المحادثات قد تكتسب زخما قال الدبلوماسي الغربي ومصدر مقرب من المعارضة إن رياض حجاب منسق الهيئة العليا للتفاوض قد يصل إلى جنيف يوم الاثنين أيضا.