عمر هاشم: لا يوجد على ظهر الأرض إنسان معه عقله ينكر حديثًا واحداً فى صحيح البخارى الشبهات المثارة حول صحيح البخاري ليست جديدة وروجها البعض من ربع قرن الله تعالى قيد للسنة علماء نقشوها فى صفحات قلوبهم ودونوها فى صحفهم الإمام البخاري جاء بإرادة إلهية فى العصر الذهبى لتوثيق سنة الحبيب المصطفى عضو «كبار العلماء»: المشككون فى السنة لجأوا إلى «السب والشتائم» بعد فشلهم فى الطعن عليها «حملات التشكيك» في أحاديث الإمام البخاري لم تنتهِ رغم وفاته في الثلاثين من رمضان عام 256ه، ومؤخرًا تعرض لهجمة شرسة من قِبل الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة السابق، الذي وصف كتاب -صحيح البخاري- بأن أحاديثه لا يمكن أن يقبلها خيال طفل. «صدى البلد»، استطلع علماء الأحاديث بشأن التشكيك في الإمام البخاري، الذين أكدوا أنه يتعرض لهجمة شرسة لضرب ثوابت الدين بهدم السنة النبوية المصدر الثاني للتشريع الإسلامي. وقال الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار بالأزهر، إنه درس صحيح البخارى منذ أربعة عشر عامًا ولم يجد به حديثًا واحداً ضعيفًا، مضيفًا: «قلبى يتقطع مرارة على هؤلاء الكاذبين على رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذين يفتون بغير علم». وأضاف «هاشم»، أنه لا يوجد على ظهر الأرض إنسان معه عقله ينكر حديثًا واحداً فى صحيح البخارى، وأشهد الله لم أجد حديثًا واحدًا من كتب حديث البخارى ضعيفًا وإن الذين يقولون هذا الهراء الذى ملأ الإعلام ليل نهار يقولونه عن جهل وتجاهل. وأكد عضو هيئة كبار العلماء، أن القرآن الكريم هو المصدر الأول للتشريع والسنة المصدر الثانى للتشريع وكتاب صحيح البخارى أصح كتاب بعد كتاب الله وهو ديوان حاكم لكل الأحاديث، مشيرًا إلى أن الشبهات التى تثار مؤخرًا حول صحيح البخاري ليست جديدة، بل أثيرت من ربع قرن، وقمت برد عليها، واعتقدت أن حملات التشكيك فى السنة لن تعود، لكن للأسف، فإن للإنس شياطين يريدون النيل من السنة ويثيرون حولها الشبهات. ونبه على أن الله تعالى قيد للسنة علماء نقشوها فى صفحات قلوبهم ودونوها فى صحفهم، مشددًا على أن لسان الرسول –صلى الله عليه وسلم- وفمه لم يخرج منه إلا الحق، مشيرًا إلى أن رواة الحديث ومحققيه ضربوا أكباد الإبل أيامًا وشهورًا للتحقق من رواية الحديث الواحد. نوه بأن الأمر المطمئن أن التشكيك فى السنة لا يثير الخوف لأنه ليس تشكيكاً علمياً بل حملات موجهة، مضيفًا أن السنة محفوظة بحفظ الله تعالى، لافتًا إلى أن الهجوم عليها يفيدها فى لفت الأنظار إليها وتمسك المسلمين بها خوفًا عليها. وأوضح أنه لا يوجد ثقافة فى التاريخ وثقت نفسها بقدر توثيق العلماء لعلم الحديث ووزنوه فى ميزان العلم، مضيفاً أن حياة الرسول -صلى الله عليه وسلم- سمعت كلها للدنيا وتم توثيقها بمن قيدهم الله تعالى من الأمناء لجمع أشرف تراث فى الدنيا. وبين أن الإمام البخاري جاء بإرادة إلهية فى العصر الذهبى لتوثيق سنة الحبيب المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، مشدداً على أن منتقديه جهلاء به، مشيرًا إلى أن البخارى كف بصره وهو صغير ودعت أمه المولى عز وجل أن يعيد بصره ورأت الخليل إبراهيم -عليه السلام- فى المنام يقول لها خففى عنكِ فقد استجاب الله دعاءك فلما رأته وجدت بصره قد عاد إليه. ولفت رئيس جامعة الأزهر السابق، إلى أن كتاب صحيح البخاري هو أبرز كتب الحديث النبوي عند المسلمين من أهل السنة والجماعة صنّفه الإمام محمد بن إسماعيل البخاري واستغرق قي تحريره ستة عشر عاماً، مشيرًا إلى أنه انتقى أحاديثه من ستمائة ألف حديث جمعها. وتابع: ويحتل صحيح البخاري مكانة متقدمة عند أهل السنة، حيث إنه أحد الكتب الستة التي تعتبر من أمهات مصادر الحديث عندهم وهو أول كتاب مصنف في الحديث الصحيح المجرد كما يعتبر لديهم أصح كتاب بعد القرآن الكريم، ويعتبر أحد كتب الجوامع وهي التي احتوت على جميع أبواب الحديث من العقائد والأحكام والتفسير والتاريخ والزهد والآداب. واستطرد: وامتدت شهرة صحيح البخاري إلى الزمن المعاصر ولاقا قبولاً واهتماماً فائقين من العلماء فألفت حوله الكتب الكثيرة من شروح مختصرات وتعليقات ومستدركات ومستخرجات وغيرها مما يتعلّق بعلوم الحديث، حتى نقل بعض المؤرخين أن عدد شروحه لوحدها بلغ أكثر من اثنين وثمانين شرحا. وطالب عمر هاشم، الإعلاميين، بعدم إتاحة الفرصة على من يتجرأون على دين الله، وأن يوقفوا هذا الافتراء قائلاً: "كفانا من العدوان ما كان يأتى على أصح كتاب بعد كتاب الله على سنة شفيعنا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم". من جانبه، أكد الدكتور أحمد معبد عبد الكريم، عضو هيئة كبار علماء الأزهر وأستاذ الحديث، أن المشككين فى كتب التراث لم يطالعوها ولو طالعوها لأسكتتهم حتى يوم الدين لإحكامها وإحكام الرواية فيها. وألمح «معبد» إلى أن المشككين ليس لديهم غير السباب وليس لديهم فكر حتى يواجهه الأزهر، مشيرًا إلى أن التحديات التى تواجه السنة النبوية ليست تحديات بقدر ما هى طعون ليست علمية لصدورها من شخص لا يحسن الدفع بأفكار مقنعة. واستكمل: أن المشككين فى السنة فشلوا فى توجيه طعون بل يوجهون سبًا بعيدًا عن الكلام العلمى، لفشل أى شخص فى إثبات طعون ضد الأئمة الأربعة لكونهم أعلامًا حملوا أمانة العلم نقلوه من دولة إلى دولة ومن إقليم إلى إقليم، مضيفاً أن الطعون العلمية تكون بمرجعية علمية.