«الخطاء والخوف» يحرمان الإنسان من الاستمتاع بالحياة ونسعي دائما إلى أن نحمى أطفالنا من الخطأ والخوف، فالطفل لا يستطيع الاستمتاع والتعلم من الخطأ والخوف من الأشياء، ونحن نعلم أن المشكلة ليست فى الأباء فقط ولكن فى عدد من الظروف منها أن يتوافر للأبناء جميع سبل الراحة منزل وغذاء وتعليم .. بالإضافة إلى الأمن الاجتماعى، وغالبا يبدأ الأباء بتوفير كل شىء قد حرم منه الأب أو الأم أو العكس مع توفير كل هذه الأشياء يولد جيل لا يعانى من الجهل واضطرابات سلوكية. فنحن أيها الأباء نقبض بايدينا على مستقبل هذه الأمة وحظها من النجاح والتفوق ودرجة النجاح كما أننا فى تربيتنا لأبنائنا أما أن نغرس الثقة فى النفس والحياة أو نغرس فيهم الخوف من الحياة. تربي أبنائنا منذ 50 عاما أن الشيطان هو من يؤثر على سلوك الأبناء السىء، لكن الأن مع تطور العلم اتضح أن هذه المعلومة ماهى إلا تهرب من المسئولية والجهل بها وعدم القدرة على حلها. أن الشفاء الوحيد الذى يجعل من الطفل إنسان صالح أو شيطان إنما هو سلوك المحيطين بالأبناء، صحيح أن العامل الوراثى له دور ولكنه قليل مقارنة بما يكتسبه الطفل من العالم الخارجى. مثل : الشخصية المتزنة والمتكاملة والقدرة على التكيف مع العالم الخارجى وذلك من خلال السنوات الأولى من حياته. فيجب على الآباء اشباع الحاجات الجسمانية والعقلية والعاطفية والروحية وحاجت الطفل إلى الابتكار، فكن على يقين أنه فى حالة عدم اشباع هذه الحاجات أنك لن تلقى إلا المتاعب من شيطان صغير صنعته بنفسك . أبنائكم ليسوا حيوانات أو فئران تجارب، فالحيوانات تفتقر إلى من يفهمها ويعطف عليها، وإذا ما حققت لها هذه الفهم والعطف استطعت أن تخرج منها مخلوقات صالحة. وليس معنى هذه الكلام أن الطفل منزه عن كل العيوب ولا أدعوا إلى التساهل فى التربية ولكن يجب أن يكون هناك توازن فى التربية ثواب وعقاب، ايها الأباء لا تانبوا انفسكم ولكن علينا تعديل سلوك أطفالنا باشباع حاجاتهم . بقلم - دكتورة إيمان الريس مستشارة تربوية وأسرية ومدربة تنمية بشرية