قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن التحرش الجنسي بميدان التحرير أصبح متعمداً لإخراج النساء والفتيات من دائرة التظاهرات والاحتجاجات، بعد أن أكسبن ثورة ال18 يوماً زخماً كبيراً. وأشارت إلى أنه في الوقت الذي احتشد فيه مئات النساء في مسيرة مناهضة للتحرش الجنسي قام بعض الغوغائيين بالتحرش بهن بعدما اخترقوا الحاجز البشري الذي اقامه العديد من الرجال لحماية المسيرة. وأضافت أنه في سياق حوادث التحرش المتكررة في مصر خاصة في ميدان التحرير تقول بعض الضحايا إنها عملية منظمة ومقصودة لإخراج السيدات وابعادهن عن التظاهرات التي أكسبت ثورة 25 يناير زخماً كبيراً بمشاركة السيدات والفتيات من مختلف الشرائح العمرية. وقالت الصحيفة إن المئات تجمعوا أمس في التحرير للتظاهر ضد عدة أمور أبرزها الخوف من سيطرة رجال مبارك على الحكم مرة أخرى والمطالبة بعزل أحمد شفيق سياسياً ومنعه من خوض جولة الإعادة. ونقلت الصحيفة الأمريكية عن مراسل وكالة الاسوشيتد برس قوله إنه شاهد الأسبوع المنصرم 200 رجل يتحرشون بفتاة إلى أن أصيبت بحالة إغماء قبل محاولة انقاذها. يذكر أنه في مليونية أمس شاركت 50 امرأة مصرية في مسيرة بميدان التحرير للتنديد بالتحرش الجنسي وحملن لافتات كتب عليها "الشعب يريد قطع يد التحرش الجنسي"، وبعد وصول المسيرة إلى جزء مزدحم من الميدان تجمع حولها عدد كبير من الغوغائيين مخترقين الحاجز الذكوري الذي كان يحيط بهن لحمايتهن وتحرشوا بهن. وأوضحت الصحيفة إن هذا الهجوم أصل الاعتقاد بأن التحرش الجنسي بميدان التحرير متعمد لإجبار النساء على العودة للمنزل وعدم المشاركة في أي تظاهرة أخرى. وأشارت الصحيفة إلى أنه خلال الثورة المصرية التي استمرت 18 يوماً ظنت المرأة المصرية أنها ستعيش في "مصر الجديدة" الخالية من أي تحرشات أو مضايقات فعلى مدار أيام الثورة لم تتعرض فتاة واحدة لأي مضايقات ليلاً أو نهاراً. واردفت الصحيفة أن التحرش الجنسى بالنساء في مصر خاصة بالمحجبات والمنتقبات منتشر في مصر، فوفقاً لإحصائية المركز المصري لحقوق المرأة عام 2008 فإن ثلثي النساء يتعرض للتحرش بشكل يومي.