أكد الأمير خالد الفيصل، أمير مكة، ومؤسس مؤسسة الفكر العربي، في حواره ببرنامج "معكم"، الذي تقدمه الإعلامية منى الشاذلي، أنه لا ينال منه الإحباط أو اليأس، ولكن يوجد فرصة أن يقدم أفكارا، وستستمر المؤسسة في تقديم أفكار ورفعها لأصحاب القرار، قائلا :"أصدرنا 8 تقارير، وذهبت كلها لأصحاب القرار، ومسئوليتنا نحن ألا نتوقف عن التفكير، ويجب أن نستمر ونذكر أصحاب الشأن بالواقع الذي يعيشه الإنسان العربي". وحول حبه للشعر والثقافة، أوضح :"أحب الشعر كله، والأمير عبد الله الفيصل تعلمت منه الكثير في الحياة والأدب، وتبناني منذ صغري، وتعلمت من مجالسه الأدبية، وكان يحرص على هذا، وأعتقد أن أغنية ثورة الشك عميقة، وتلك الفلسفة بها صياغة أدبية وشعرية، وفيها عذوبة ومغنى وموسيقى حتى قبل أن تغني. وأضاف أنه لا يعلم شيئا عن السياسة لأنها ليست مجاله، لكنه من هواة الثقافة، ويقرأ ويحفظ الشعر ويستمع للشعراء، لافتا إلى أنه :"كان لدي أول منتدى سعودي ثقافي في الرياض، عندما عينت مديرا عاما لإذاعة الشباب بعد دراستي، وأسست منتدى ثقافي في منزلي، وكنت أجمع الأدباء والشعراء والمثقفين، وكان في هذا الوقت حدة الصراع بين الحداثة والأصالة في الشعر الحديث والتقليدي، وكان الموضوع الرئيسي للمناقشات، وكنت في العشرينات من عمري". وتحدث عن بداية عمله السياسي، وقال إن :"أول عمل قمت به في رعاية الشباب وكان مزحة، وكان لدي صديق نقل إلى وظيفة أخرى وأشار لوزير العمل في ذلك الوقت أن أحصل على إدارة في الشئون الاجتماعية، ولكن تكن شيئا كبرا، وأشار عليه أنه يعرف شخص يحب الرياضة، وأتصل بس الوزير وطلب مني العمل، وكنت في أخر سنة بأكسفورد، وقلت له أمري عند الملك فيصل، والملك فيصل لا يمكن أن يتحدث معه عن أي شيء يلهي أحد عن دراسته، وبعد أسبوع جاء قرار من مجلس الوزراء بتعييني، رغم اني كنت امزح معه، ولكني ذهبت فعلا". واستكمل :"بعدها بأربعة سنوات و3 أشهر استدعاني الملك فهد رحمه الله، وكان وزير داخلية حينها، وقال أعمامك ارتأوا أن تذهب امير منطقة، وقلت له اسمح لي بسؤال والدي، فقال هو يعرف، وذهبت وسألته وقال إنه يعرف، وذهبت امير منطقة، وبعدها صدر أمر من الملك عبد الله أن أكون امير مكة، وقبل سنتين أمر الملك عبد الله أن أكون وزير التربية والتعليم وبعد وفاة الملك عبد الله، طلب الملك سلمان ان أنتقل إلى مكة كأمير". وأكد أنه :"فعلا اعترف أن الشباب لديهم قدرة وأثق فيهم، وأعترف أن الشباب لديهم قدرة وامكانات عظيمة جدا، ولكن دائما ما نتجاهل هذه القدرات ونعتبر أنفسنا أصحاب الخبرة لأننا نعرف شيء لا يعرفونه، ومرة كنت في لقاء تليفزيوني في السعودية وكان يحدثني المقدم ثم قال (هؤلاء أصحاب العالم الافتراضي)، لأقول له ( لو سمحت.. انا وأنت العالم الافتراضي، وهو عالمهم اليوم، ونحن نعيش عالم افتراضي، والعالم الحقيقي هو للشباب، ونحن نحاول أن نغير عالم أصبح واقع لعالم غير واقع، والأغلبية اليوم للشباب وليس الكهول، وغالبية السعوديين الآن شباب، 70 %، والكبار يعتقدون أنه عالمهم". وأشار إلى أنه :"يجب أن نساعدهم لو رأينا فيهم انحراف يمينا أو يسار، وأي تقصير يأتي منهم عو غير مقصود لأنهم يحاولون ان يكونوا أفضل، ويجب أن نسهل لهم الطريق، وأنا مررت بتجربة حياتي شعرت فيها أني طاقة مهدرة، ولم يستفاد مني، وأنا اليوم لا أريد شعب يشعر بنفس الشعور الذي شعرت به". ورأى الأمير أن الجامعة العربية مكتب، وشركة لها مجلس إدارة، ولا يمكن للمؤسسة أيا كانت أن تتقدم أو أن تنجح إلا لو اتفق مجلس الإدارة، ولو اتفق مجلس إدارة الجامعة العربية نجحت الجامعة، ولو اختلفت اخفقت الإدارة، متسائلا :"لماذا نجلد الجامعة العربية ونكيل الاتهامات عليه، وهي تفعل ما يراد منها أن تفعل". وتمنى أن ينجح مشروع التكامل العربي، وأن تقبل القمة عقد قمة ثقافية، خاصة وأنه قال للأمين العام للجامعة العربية إن مؤسسة الفكر العربي مستعدون ان نتحمل كل الأشياء والاستعدادت لهذه القمة. وختم الأمير حواره بمقولة قالها في افتتاح مؤتمر الفكر، وكانت :" حاولنا الوحدة بعد سنة، واستوردنا السلاح واقتتلنا، واجتمعنا للتفاهم واختلفنا، انظروا للأمر كيف أصبح، وأنظروا للأمر كيف يجري، انظروا نتأثر ولا نأثر، وننظر ولا نرى، ونلدغ من كل جحر مرة".