الصليب الأحمر: آلاف اليمنيين محاصرون بسبب القتال في الجنوب

قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر اليوم الأربعاء إن عشرات الآلاف من المدنيين اليمنيين حاصرهم القتال خلال هجوم يشنه الجيش بدعم من الولايات المتحدة على متشددين إسلاميين في جنوب البلاد وإنهم يحتاجون للمساعدة بشكل عاجل.
ويحاول الجيش اليمني استعادة بلدات في محافظة أبين بالجنوب والتي سيطر عليها متشددون مرتبطون بتنظيم القاعدة في العام الماضي خلال انتفاضة شعبية ضد الرئيس علي عبد الله صالح الذي تنحى رسميا في فبراير شباط.
وفي دعم للحملة التي يشنها الجيش كثفت الولايات المتحدة ضربات الطائرات بدون طيار التي تستهدف المشتبه بهم في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.
وقال اريك ماركلاي رئيس وفد الصليب الاحمر في بيان "نحن قلقون بشدة بشأن المحاصرين في الداخل.. والوضع البائس في جعار وشقرة وفي المناطق المجاورة التي يدور بها القتال."
وأضاف "وصل عاملونا إلى هناك قبل عدة أيام لتقييم الوضع ووجدوا احتياجات حقيقية وعاجلة والتي إذا لم تلب فربما تؤدي إلى نزوح أكثر من 100 ألف شخص. فر الآلاف بالفعل إلى أماكن أكثر أمانا."
وقال الصليب الأحمر إن السكان يواجهون نقصا في الغذاء والكهرباء والمياه في حين أن خدمات الرعاية الصحية ليست كافية.
وأضاف أن كل الطرق المؤدية إلى أبين قطعت أمس الثلاثاء وقيدت كل التحركات من وإلى المحافظة.
وحثت اللجنة الدولية للصليب الاحمر التي تتخذ من جنيف مقرا كل اطراف القتال على السماح لها بالدخول على الفور وتقديم ضمانات امنية.
وفي الشهر الماضي تعهدت دول الخليج العربية ودول غربية يساورها القلق من الازمة الإنسانية والأمنية في اليمن بتقديم اكثر من أربعة مليارات دولارات من المساعدات لليمن منها 3.25 مليار دولار تعهدت بها المملكة العربية السعودية وحدها.
ويعيش نحو 40 في المئة من سكان اليمن على اقل من دولارين في اليوم. وقالت منظمات إغاثة في مايو ايار إن نحو نصفهم لا يجدون ما يكفي من الطعام.
وقال وزير المالية صخر الوجيه اليوم الاربعاء إن البنك الدولي وافق على تقديم "دعم مباشر للموازنة العامة بقيمة 100 مليون دولار".
وجاءت تصريحاته لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) بعد اجتماع مع مساعد وزير الخزانة الأمريكي للشؤون الدولية تشارلز كولينز في صنعاء.
وكان البرلمان اليمني قد وافق في ابريل نيسان على ميزانية لعام 2012 تتوقع عجزا بقيمة 561 مليار ريال (2.6 مليار دولار) وزيادة كبيرة في الانفاق لتلبية الطلب على توفير وظائف وخدمات اجتماعية.
وفي جنوب اليمن حيث يحاول الجيش طرد متشددين مرتبطين بالقاعدة يسيطرون منذ العام الماضي على مساحات كبيرة من الأراضي قال مسؤولون محليون يوم الاربعاء ان سبعة يشتبه بكونهم متشددين قتلوا عندما انفجرت سيارات ملغومة قبل الوقت المحدد.
وقال مسؤول امني إن سيارة يشتبه في أنها كانت ملغومة انفجرت قبل وصولها إلى نقطة تفتيش تابعة للجيش على طريق سريع في محافظة لحج اليوم مما اسفر عن مقتل ثلاثة من ركابها.
وقال مسؤول أمني آخر إن أربعة متمردين قتلوا مساء الثلاثاء اثناء تجهيزهم سيارة ملغومة في بلدة شقرة التي يسيطر عليها المتشددون إلى الشرق من لحج.
وقال مصدر عسكري إن متشددين اطلقوا أيضا قذائف مورتر اليوم على مقر لواء للجيش في بلدة الكود قرب زنجبار في جنوب البلاد مما اسفر عن مقتل جنديين بينهم العقيد ناصر القاضي وإصابة 12 آخرين.
وفي شمال اليمن قال متحدث باسم التيار السلفي إن وسطاء قبليين بدأوا محاولة لإنهاء قتال مستمر منذ شهور بين المتمردين الحوثيين وهم من الشيعة والسلفيين قرب الحدود مع السعودية.
واستغل الحوثيون الذين يحاربون الحكومة منذ عام 2004 الانتفاضة المناهضة لصالح للإفلات من سيطرة الدولة في محافظة صعدة بشمال البلاد حيث يحاربون أيضا السلفيين.
وتدخلت المملكة العربية السعودية لفترة قصيرة وانحازت إلى الحكومة اليمنية عام 2009. ووافق الحوثيون يوم الثلاثاء على الانضمام لحوار وطني بهدف حل الصراعات السياسية المتعددة.