سوريا الآن ليست ساحة للصراع فقط بل ساحة حرب حقيقية يتم فيها استخدام الأموال والأسلحة لإسقاطها، فنحن نري علي الأرض دولا داعمة لداعش والتنظيمات الاسلامية الأخري وهناك دول أخري داعمة للنظام السوري وموقفها واضح منذ بداية الصراع.. والسؤال الآن هل هذه الدول سترضي بالخروج دون مكاسب؟. الدول الداعمة لداعش ترغب في تقسيم سوريا وبالفعل نجحت في ذلك والتجربة في العراق برهنت علي ذلك حيث تم تقسيم العراق فعليا علي أرض الواقع وليس رسميا بين سنة وشيعة وأكراد أي أنه تقسيم يحقق المصلحة العليا للغرب في اضعاف العراق وتأمين إمدادات النفط العراقي للغرب غير تركياوسوريا مثل العراق تماما لديها موارد هائلة وخاصة من النفط ومع الاستكشافات المتوقعة في المتوسط من الغاز أصبحت سوريا رقما فاعلا في معادلة التدخل لحماية هذه المصالح ويجب ألا ننسي أن اسرائيل ترغب في اسقاط سوريا خاصة وهي تعلم أن الداعم الرئيسي للنظام هو حزب الله والتجربة الاسرائيلية مريرة مع هذا التنظيم فأصبح اسقاط سوريا هدفا دوليا. وأجد من الضروري التأكيد علي أن سقوط سوريا يعني سقوط الدولة وليس النظام أي خلق الفوضي التي تتحكم في كل شيء ولا مانع من اسقاط النظام واستبداله بالنخب الغربية التي تحمل الجنسيات العربية (الأنظمة التابعة) ، هذه النخب مثل قطع الشطرنج في الأيدي الأمريكية تحديدا فهي للحق تجيد هذه اللعبة جيدا ولكن لابد أن نذكر أن أمريكا تفعل ذلك من منطلق القوة وليس الرؤية فهي تريد أن تحكم لا أن تدير ولا يعنيها سوي الحفاظ علي الموارد ولو علي حساب كل شعوب الأرض!!! فهي دولة قامت علي الاقصاء والقتل تاريخيا وتعيش علي هاجس النزول من علي كرسي زعامة العالم وتبني سياستها الخارجية وفق هذا المبدأ الأصيل ولذلك فهي تعمل الشيء وعكسه فمثلا تضرب داعش وتقوم بتسليحه في نفس الوقت ، تدعم الشيعة وترفض الممارسات ضد السنة في العراق ، ضد إيران والبرنامج النووي وتتصالح معه ، لم يعد يذكر شيئا الآن عن السيد عمر البشير بعد انقسام جنوب السودان !!! أمريكا ومن معها ضد ارهاب داعش وتحاربه في وسائل الاعلام فقط حتي أن مشايخ السعودية الآن وفي بيان رسمي يعبر عن عداء واضح لروسيا الأرثوذكسية التي تريد الحرب إلي جانب إيران الصفوية علي حساب السنة ( البيان نصه يحتوي علي حدة أرفضها) . إن ملامح الحرب بين السنة والشيعة والتي اتمني ألا تحدث بدأت وإن كان صوت السلاح لم يسمع بعد ولكن الوكلاء يقومون بذلك علي الأرض. وهنا نتساءل أي طرف سيكون منتصرا ويستطيع فرض ارادته ، روسياوإيرانوالعراق وحزب الله أم الولاياتالمتحدة والغرب والسعودية والبلاد العربية ؟؟؟ الطرف الذي يستطيع فرض ارادته وسيكون ذلك علي حساب الشعب السوري والتقسيم قادم لا محالة بلغة المصالح ، وتصبح المسألة أشبه بالكابوس السياسي وسط حشود عسكرية والكل ضد الكل ولا مجال أخلاقي يسمح بوقف الحرب دون حسم. وليكن في الذاكرة دائما العراق واليمن ومن قبلهما الصومال والصعود الأثيوبي ، والجامعة العربية غير موجودة بالأساس وماتت منذ سنوات ولا وجود لقرار أممي، لأن الولاياتالمتحدةالأمريكية تدير العالم ومصر كانت ومازالت مع الشعب السوري وضد التقسيم وهذه سياسة حذرة من صانع القرار المصري وذلك يمثل خيارا مصريا مع ضبابية المشهد وخصوصا مع التوترات الداخلية ومكافحة الارهاب المنتشر في سيناء وفرض السلم بالداخل أولا ومتابعة الموقف الاقتصادي مع قناعتي أن سياسة الحذر قد لا تفيد مستقبلا وإيماني بأن الشأن الداخلي فرض كلمته وهذا في حد ذاته يمثل تحركا إيجابيا من الارادة المصرية التي لا يستطيع أحد فرض سياسته عليها ، وعلينا ومن الآن البحث عن القوة ومصادرها في العلاقات الدولية لأن التحديات القادمة أصعب. تركياوإيران واسرائيل والعرب سيكون لها دور في الحديث فيما بعد...