حذر المرجع الأعلى لشيعة العراق علي السيستاني الذين يعارضون الإصلاحات ويراهنون على تراجع المطالبات بها، مؤكدا أن الاصلاح ضرورة وإذا خفت مظاهر المطالبة به هذه الأيام فإنها ستعود في وقت آخر أقوى وأوسع. وشدد ممثل المرجعية الدينية العليا الشيخ عبد المهدي الكربلائي- في خطبة الجمعة اليوم بالصحن الحسيني في كربلاء جنوبي العراق- على ضرورة تطبيق الاصلاحات التي طالبت بها لحكومة العراقية والجماهير، وعلى الحاجة الملحة لمكافحة الفساد في مختلف مؤسسات الدولة وهي من مسئولية السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية، على ضوء الانخفاض الشديد لأسعار النفط. وأضاف: أن الاصلاح بعضه يرتبط ببعض ولايمكن التفريق بين مؤسسات الدولة في العملية الاصلاحية ولابد من القيام بها في جميعها قضائيا وتشريعيا وإداريا. ونبه إلى أن المعركة مع عصابات تنظيم(داعش) الإرهابي تمثل أولوية كبرى لأن نتائجها تؤثر بشكل مباشرة على حاضر ومستقبل العراقيين ، داعيا إلى دعم المقاتلين في القوات المسلحة ومن المتطوعين وأبناء العشائر. وتابع : إن تعرض العراق لتحديات ومصاعب على صعد شتى كالأزمة المالية والمعركة مع الفساد وتكالب اصحاب المحاصصة السياسية على امتيازاتهم لايبرر اي تراجع في الاهتمام بالجهد القتالي في المعركة مع داعش، مطالبا بالتنسيق والتعاون المشترك بين قيادات القوات المقاتلة بمختلف عناوينها بوصف المعركة وطنية ومصيرية وان النجاح فيها هو نجاح للجميع وان اي انكسار سيلقي بتبعاته وتداعيته على الجميع حاضرا ومستقبلا. وغاب المتظاهرون اليوم عن ساحة التحرير وسط بغداد وفي سائر المدن العراقية بمناسبة الاحتفالات بعيد الأضحي المبارك.. وقد خفت أعداد المتظاهرين في يومي الجمعة في الأسبوعين الماضيين بعد انسحاب "الحشد الشعبي" المدني ومؤيدين لأحزاب سياسية بدعوي انحراف المظاهرات عن أهدافها والمطالبة بالتسقيط السياسيي وفق ماأعلنت أحزاب عراقية وقيادات سياسية عدة. ويتظاهر العراقيون يوم/الجمعة/ من كل أسبوع اعتبارا من 31 يوليو الماضي بساحة التحرير وسط العاصمة العراقية (بغداد) وعدد من المدن العراقية، والتي تطالب بمحاربة الفساد وتحقيق الإصلاحات التي دعا إليها رئيس الوزراء العراقي د.حيدر العبادي، وتدعمها المرجعية الشيعية العليا بالعراق والتي أكدت على ضرورة ملاحقة ومحاسبة الفاسدين الكبار واسترجاع الأموال المنهوبة، والإسراع في تنفيذ برنامج الإصلاح.
