تظاهر آلاف العراقيين في العاصمة بغداد ومدن الجنوب، لاسيما كربلاء والنجف، مطالبين بسرعة تنفيذ حزمة الإصلاحات التي أعلن عنها رئيس الوزراء العراقي الدكتور حيدر العبادي وأيدتها المرجعية الدينية العليا، وانتقد المتظاهرون بطء الإصلاحات وعدم وضوح آليات تنفيذها بشكل سريع لمحاسبة الفاسدين واسترجاع الأموال المنهوبة. وفي ساحة التحرير وسط بغداد واصل المئات من المتظاهرين للجمعة الثامنة على التوالي ، الذين تنوعت مشاربهم من مثقفين وعامة وأكاديميين شبابًا وشيبًا رغم تراجع عديدهم للجمعة الثانية على التوالي ، مطالبتهم بالقضاء على الفساد في مؤسسات الدولة ومحاكمة المسؤولين الفاسدين وتنفيذ حزم إصلاحات حقيقية وبشكل أكثر سرعة وفعالية ، تنعكس إيجابيًا على واقع الخدمات السياسية المقدمة للشعب العراقي. بدأت التظاهرات في بغداد ومدن العراق بعد، عصر اليوم، بفعل ارتفاع درجات الحرارة التي زادت على 43 درجة مئوية ، ورفع المتظاهرون أعلام العراق ولافتات تنتقد واقع الخدمات وتمدد الفساد في مؤسسات الدولة، وأكدت الشعارات المرفوعة على سلمية التظاهرات وضرورة الإسراع بتنفيذ الإصلاحات، ورددوا "يا عبادي تعالى بساحة التحرير" و"دولة مدنية..عدالة اجتماعية" ، وطالبوا بتطهير مؤسسات الدولة بسرعة ودون تسويف. وقامت القوات الأمنية المشتركة من الجيش والشرطة العراقية بإغلاق شارع السعدون المؤدي لساحة التحرير وسط بغداد بدءًا من ساحة الفردوس، حيث انتشر أفراد الأمن بآلياتهم وراجلين لتأمين المتظاهرين ومنعوا سير السيارات بالشارع الرئيسي وحولوا مسار المرور إلى طرق فرعية وجانبية، بينما طافت طائرتان مروحيتان في سماء بغداد ولاسيما في أفق منطقة التظاهر وسط العاصمة. كما نظم العراقيون في مدينة النجف مظاهرة طالبت بإصلاح القضاء ومكافحة الفساد والعمل على حل الأزمة الاقتصادية من خلال حزمة إصلاحات بمشاركة القطاع الخاص وتوفير فرص عمل للشباب والعاطلين وتفعيل الاستثمارات بالمجال الزراعي ، كما طالبت تظاهرة مماثلة قرب ديوان محافظة البصرة بمكافحة الفساد الإداري وإجراء إصلاحات فعلية تشمل المؤسسة القضائية، وتخفيف المعاناة في إطار نقص الخدمات وشح المياه اللازمة للزراعة. ودعا مئات المتظاهرين بمدين كربلاء بإقالة رئيس السلطة القضائية مدحت المحمود وحل مجلس المحافظة وتطهير مؤسسة القضاء من الفاسدين، وانتقدوا بطء إصلاحات العبادي واعتبروها غير كافية، بينما انتقد ناشطون تظاهروا بمدينة الكوت مركز محافظة واسط جنوبي العراق واقع الخدمات الأساسية وطالبوا بتحسينها وإجراء المزيد من الإصلاحات الحكومية، وتوفير فرص عمل للعاطلين.