تابعت وسائل الإعلام الروسية باهتمام الأحداث الأخيرة التي تجتاح جمهورية طاجيكستان بعد تعرض عدد من المواقع العسكرية والشرطية في العاصمة دوشانبي وغيرها من المدن لهجمات مسلحين مما أدي إلى مصرع عدد كبير من العسكريين. وفي هذا الصدد أشارت وكالة "فزجلياد" إلى أن السلطات الطاجيكية قد قررت إجراء عملية أمنية واسعة النطاق للتخلص من التنظيم الذي يقوده الجنرال "عبد الحليم نازار زاده" حيث تمكنت السلطات علي مدار الأيام الأخيرة من تصفية 17 من عناصر هذا التنظيم (الذي يضم في الأساس عسكريين سابقين). وأكدت الوكالة أن إحدى أهم نتائج هذه العملية هو استسلام شقيق الجنرال "عبد الحليم" والمدعو "عبد الحياة نازار زاده" الذي أعلن انشقاقه عن التنظيم وأرشد إلى اثنين من أهم العناصر القيادية فيه. وتواصل قوات الداخلية والمخابرات الطاجيكية عملياتها في وادي راميتسك على أمل ضبط زعيم التنظيم عبد الحليم نازار زاده حيث تم خلال هذه العمليات تصفية أربعة أفراد والقبض على 7 آخرين إلى جانب ضبط كميات من الأسلحة والذخيرة. وتشير وكالة "ريا نوفوستي" إلى تضارب المعلومات حول نتائج العملية الأمنية، حيث تشير بعض المصادر إلى قتل 13 واعتقال 32 بينما تشير مصادر أخري إلي قتل 33 واعتقال أكثر من 45 آخرين، مع ضبط أكثر من 500 قطعة سلاح في حين تكبدت القوات الرسمية 9 قتلي و6 جرحي. وأشارت المصادر الرسمية إلي أنه قد تم خلال العملية اعتقال اثنين من كبار قيادات وزارة الدفاع بتهمة مساعدة المتمردين، وهما مصطفي نازاروف نائب قائد قوات الإنزال الجوي، والنقيب ناظيم يوسوب كبير مفتشي الإدارة المالية في وزارة الدفاع، حيث تؤكد الجهات الرسمية أن هذين الشخصين كانا علي علم مسبق بالتخطيط للهجمات المسلحة ولم يبلغا عنها. وصرحت مصادر الداخلية الطاجيكية لإذاعة "صدي موسكو" بأن أعضاء التنظيم كانوا يحصلون علي راتب شهري يقدر بمائة دولار ومواد غذائية، حيث يجري في الوقت الراهن تحري مصادر تمويل التنظيم، خاصة بعد اعتقال المدعو خوجي سيروج الذي كان يعمل في السابق في الإدارة المالية لوزارة الدفاع ثم انضم إلي التنظيم وتولي مهمة الحسابات المالية. وقد حرص رئيس الدولة إمام علي رحمانوف علي زيارة مدينة فاخدات حيث لقي تسعة من رجال الداخلية مصرعهم وأعرب عن تعازيه لأسرهم مؤكداً أن من قاموا بهذه الهجمات لا ضمير لهم وسيتم محاسبتهم أمام القانون. ومن جانبه حرص الرئيس الروسي فلاديمير بوتين علي الاتصال هاتفياً بالرئيس الطاجيكي حيث أكد له تضامن روسيا مع طاجيكستان واستعدادها لتقديم كل أشكال المساعدة. وأكدت السلطات أنها رصدت الجنرال السابق وأعوانه وهم يهربون في اتجاه وادي رومينسكي علي بعد 45 كيلو مترا شرق العاصمة دوشانبي.