أظهرت دراسة ألمانية حديثة أن العواقب الناتجة عن تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين إلى ألمانيا وكذلك أزمات الديون في بعض الدول الأوروبية تسببت في إصابة المواطنين الألمان بمخاوف كبيرة، وفقا لما نقلته الإذاعة الألمانية (دويتشه فيلله). وأوضحت الدراسة التي أجرتها شركة التأمين الألمانية (أر+ في) وتم نشرها اليوم الخميس في العاصمة الألمانية برلين، أن نصف المواطنين الألمان لديهم مخاوف من إثقال كاهل بلادهم بسبب تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين وكذلك من التطرف السياسي. تجدر الإشارة إلى أن شركة (إر+في) تعد إحدى كبرى شركات التأمين في ألمانيا وتقوم باستطلاعات رأي عن مخاوف المواطنين الألمان بصورة دورية منذ عام 1992 تشمل عادة نحو 2400 شخص. ويعد شهر أغسطس وشهر سبتمبر من كل عام الموسم الرئيسي لقدوم اللاجئين. وقد توقعت ولاية بافاريا الألمانية أن يصلها هذا العام 10 آلاف لاجئ، لكن يبدو أن العدد سيفوق التوقعات بكثير بعدما سمحت المجر لآلاف اللاجئين بالتوجه بالقطار إلى ألمانيا والنمسا في مخالفة لقواعد الاتحاد الأوروبي. وقالت ريتا ياكلي، مديرة مركز المعلومات بالشركة: "إن التهديدات والتحديات الحالية التي تأتي إلينا من الخارج تتسبب في مخاوف كبيرة جدا هذا العام". وأضافت الدراسة أن أزمات الديون في بعض الدول الأوروبية تثير إنزعاج المواطنين الألمان أيضا؛ حيث أوضح 64 بالمئة ممن شاركوا في الدراسة أنهم يتخوفون من ارتفاع التكاليف بالنسبة لدافعي الضرائب بسبب هذه الأزمات. وشملت الدراسة 2373 شخصاً في الفترة من الخامس من يونيو إلى 17 يوليو الماضيين. وتبذل أوروبا جهوداً كبيرة للتعامل مع زيادة غير متوقعة في تدفق اللاجئين والمهاجرين لأسباب اقتصادية، وتعد ألمانيا المقصد الرئيسي لطالبي اللجوء، إذ من المتوقع أن يصلها 800 ألف لاجئ هذا العام وهو ما يزيد أربعة أمثال عن مستويات العام الماضي.