نعم أخذوا الخطوة وحدهم.. سأموا منّا ومن لا مبالاتنا على مستوى القيادة وعلى مستوى الحراك الشعبي، لم تكن قصة الامعاء الخاوية الا مفتاحًا للتعبير عن غضب لربما لا يكفي ان ننسبه لظروف الاعتقال وقسوة الاحتلال، فالاحتلال احتلال ومن قال غير ذلك، فنحن لسنا الشعب الأول الذي يذوق الأمرين من مغتصبا أرضه وقذفه بقنابل نكبة ونكسة، ولكن الغضب المتفجر لديهم كان من قيادة تذكرني بأواخر أيام الدولة العثمانية حين اطلق على اسمها الرجل المريض وانا اطلق عليها اسم الجنين المريض لان تكوينها هزيليا ورحمها مثقوب.. نعم اخذوا الخطوة نحو ارادة الحياة نحو الحرية، فأمعاؤهم الخاوية رسالة ازدراء منا ولنا، كيف لا والاسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال مفاتيح لضعف الاداء الفلسطيني منذ اوسلو حتى الان، اصبحت الشعارات الرنانة والمسيرات الخجولة والامهات اللواتي يحملن صور ابنائهن طقوسًا لا تجدي من نفع ، فقضيتهم اصبحت معركة ارادة للحياة وفعلا قرارهم الجماعي الذي ولاول مرة تصبح ارادة شعب نحو الحرية بالاضراب عن الطعام عنوان قوة لنا بعد هزائم متوالية وتنازلات افرغت القضية الفلسطينية من محتواها وبدل ان نكون شعب الصمود اصبحنا شعب الراتب والمساعدات الممولة بشروط “NGOS” ومؤسسات. نعم اخذوا الخطوة وكان عار علينا.. من مؤتمر مدريد حتى الان، 22 سنة لم نستطع تحقيق الحد الادنى من حياة افضل لاسرانا ومستقبلهم، القضية ليست مرهونة بتحسين خدمات اعتقالهم، هي قضية شعب، كان لابد من المفاوضين الفلسطينين اعطاءها الاولوية،واعتقد انهم اهم من التفاوض على وخدمات التنقل لشخصيات السلطة .VIP والمعابر والاستيطان وبطاقات ال.... نعم قضايا الاستيطان والمعابر والمياه والحدود والسيادة ومشروع الدولة مهمة، ولكن متى سنصل لمرحلة يصبح فيها الانسان الفلسطيني وكرامته اهم، اصبحنا في وضع لا قيمة لا عمارنا ولا حياتنا ومماتنا رقم يضاف الى سجل الوفيات، والقيادة الفلسطينية الهزيلة التي سئمنا اداءها في جميع النواحي بما فيها قضية المصالحة الفلسطينية الفلسطينية التي لا صوت لها في الشارع الفلسطيني وكأن غزة الامارة المنسية من الوطن او الشق المحتل من حماس،وبالمقابل الضفة بالنسبة لحماس انقلاب وهي بدورها اعادتنا الى عصر الاقطاع في اوروبا وحولتنا الى اسياد وعبيد باسم الدين. يكفي ما تفعلونه بهم وبنا، سئمنا حكومات تسيير الاعمال ووجوه وزراء منهم من سمعنا باسمه ومنهم من يطل علينا بخدمات منصبه الذي لن يستفيد منه غيره، اتفاجأ احيانا من عدد الوزارات التي لو قرر القائمون عليها تفعيلها لقدنا العالم ثقافة وحضارة وابداع، والغريب انه تم استبعاد وزارة الاسرى، اتساءل لماذا؟ لم لا تعتبرونها من كماليات الحكومة ولو حتى من باب التواجد الرمزي لهولاء اصحاب الامعاء الخاوية الذين قرروا وبعيدا عنا سرقة احلام حريتهم من زنزانتنا قبل زنزانة الاحتلال. نعم اخذوا الخطوة بعيدا عن قيادتهم.. ومعهم حق انا لن اطالب السلطة الفلسطينية بالتفاوض لاجلهم ولا حتى نعي شهدائهم، فبعد 17 سنة من تواجدها اصبح واقعها واضحا، فوظيفتها فرض الامن واخذ الضرائب ودفع المعاشات ومتابعة القضايا المدنية، ما عدا ذلك فأملنا اصبح في طور النسيان، اما الفصائل الفسطينية المتهالكة المتناحرة على القشور حولت القضية الى اسفنجة كل يعصرها بطريقته، ولكن بقي امل في منظمة التحرير التي ان افاقت من نومها لربما نرى فجرا جديدا لهؤلاء الخالية امعاؤهم والذين ولأول مرة ينتصرون على ذاتهم ويقزموننا.