استقبل المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، صباح اليوم، الأحد، مارين لوبان، رئيس الجبهة الوطنية الفرنسية، وعددا من أعضاء البرلمان الأوروبي. وخلال اللقاء، قالت لوبان إن هذه أول زيارة لها إلى القاهرة، مؤكدة أن ما شكل حافزا لحضورها إلى هنا هو أهمية دور مصر في تحقيق الاستقرار في المنطقة التي تعاني من الاضطرابات في العديد من البلدان، بالإضافة إلى خطابات الرئيس عبد الفتاح السيسي التي تعكس الحكمة ووضوح الرؤية، خاصة عند الحديث عن العلاقة الوطيدة بين الأديان، وأضافت أنهم يشعرون بوجود تأثير مباشر لما يحدث في مصر على المنطقة والعالم بأسره وفرنسا كذلك. وأكدت لوبان أن التطرف لا ينتمي إلى أي دين وأن مصر في مقدمة المواجهة مع الإرهاب، وأشارت إلى أنهم يتابعون ما يحدث من جهود مصرية مخلصة في هذا الموضوع، كما أكدت أن الأزهر له أهميته في هذه المرحلة لبيان حقيقة الإسلام السمح المعتدل، وأن جميع الأديان ترفض الإساءة إلى الرموز الدينية. وقالت إن فرنسا دولة تحتضن جميع الأديان وترفض التطرف، وشددت على ضرورة الكشف عمن يقوم بتوفير هذا التمويل الكبير وإتاحة السلاح لتلك الجماعات المتطرفة، كما أشارت إلى أن لديهم وضوح رؤية عن تطورات الأحداث بمصر خلال الفترة الماضية، كما أنهم يتطلعون لمزيد من التعاون بما يساهم في إيضاح حقائق الأمور وتطورها لفضح الإرهاب بالمنطقة، وأن ذلك التعاون يعد ضروريا لمواجهة خطر التطرف والإرهاب. وصرح السفير حسام القاويش، المتحدث الرسمي باسم رئاسة مجلس الوزراء، بأن رئيس الوزراء أكد خلال اللقاء أن الرئيس عبد الفتاح السيسي لديه رؤية لتجديد الخطاب الديني والتأكيد على أن التطرف لا ينتمي لأي دين. وأشار رئيس الوزراء إلى أن ما يحدث في المنطقة يلقي بآثاره على العالم ككل، مشددا على أن تمويل الإرهاب قضية خطيرة ويجب مجابهتها، منددا بما يحدث من تمويل وتسليح لمجموعات متطرفة في بعض البلدان العربية. وقال رئيس الوزراء إن تنظيم داعش الإرهابي، بممارساته الدامية، يفرض تأثيره المدمر على عدد من البلدان العربية، مؤكدا ضرورة العمل المشترك وعلى المستوى العالمي للقضاء على ذلك الإرهاب البغيض. كما أشاد رئيس الوزراء بآفاق التعاون بين فرنسا ومصر خلال هذه المرحلة في مختلف الأصعدة، ودعا الحضور من الجانب الفرنسي إلى زيارة القاهرة القديمة للتعرف على حقيقة مصر، حيث يتجاور هناك المسجد مع الكنيسة والمعبد، فمصر كانت ولا تزال أرض التسامح بين الأديان على مر التاريخ. وقال رئيس الوزراء إن الجماعات الإرهابية والمتطرفة تنبع من معين واحد، وإن للأزهر الشريف دورا مهما في تصحيح الخطاب الديني، وبما يعكس الإسلام الوسطي السمح، وذلك بسهولة ويسر لتصل إلى جميع فئات المجتمع المصري. وشدد على أهمية دور الثقافة والتعليم ودور الأوقاف والدعاة في إيضاح حقيقة الدين الإسلامي السمحة. وأكد رئيس الوزراء أن الشعب المصري انتفض في الثلاثين من يونيو رافضا إحداث الفرقة بين المسلمين وبعضهم البعض، وبين المسلمين والمسيحيين، فعدوان تلك الجماعة الإرهابية طال المساجد والكنائس على حد سواء. وقال إن الدولة تولي حاليا اهتماما كبيرا بمجالي التعليم والصحة، كما تولي اهتماما بمجال حقوق الإنسان، وتؤمن بضرورة الإعلان وإظهار الحقائق المتعلقة بالتطرف والجذور الفكرية له، فالتنمية هي السبيل الأساسي لمواجهة الإرهاب. ودعا رئيس الوزراء إلى ضرورة العمل على عودة السياحة الفرنسية الوافدة لمصر إلى سابق عهدها.