أكدت دراسة حديثة صادرة عن المركز الاقليمى للدراسات الاستراتيجية بالقاهرة أن تأسيس دولة كردية يواجه خمس عقبات ليست هينة، ربما تحول دون تمكنهم من تأسيس دولة مستقلة على الأقل في الفترة الحالية، أولاها ، يرتبط بتوقيت زيارة برزانى لواشنطن، حيث كان هناك حديث عن سعيه إلى التباحث حول تسليح الأكراد، فضلا عن الخيارات المتاحة أمامه في مرحلة ما بعد انتهاء ولايته في 19 أغسطس 2015، بما يعني أن الأولوية لم تكن لقضية تأسيس الدولة. وثانيها ، وفق الدراسة التى حملت عنوان "عقبات جديدة.. هل تمثل الحرب ضد داعش فرصة للأكراد لتأسيس دولة مستقلة؟ وأعدتها وحدة الدراسات السياسية الإقليمية بالمركز الاقليمى ، ينصرف إلى الانشغال الدولي والإقليمي في الوقت الحالي بالحرب ضد تنظيم "داعش"، خاصة في ظل نجاح الأخير في السيطرة على مناطق جديدة ، رغم كل الضربات التي يتعرض لها من جانب التحالف الدولي. والعقبة الثالثة تتعلق بحالة الارتباك والتردد التي تبدو عليها السياسة الأمريكية تجاه العراق، حيث ظهرت مؤشرات أخرى تكشف عن سعى إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى تسليم معظم أسلحتها لكردستان عبر وزارة الدفاع العراقية، وهو ما يثير قلقًا واضحًا من جانب الأكراد لا سيما في ظل الخلافات العالقة مع حكومة حيدر العبادي، وقد انعكس ذلك بشكل واضح في حديث رئيس ديوان رئاسة إقليم كردستان فؤاد حسين عن أن "إقليم كردستان كان قد طالب ولا يزال، ومنذ 2007، أي منذ أن كانت القوات الأمريكية في العراق بتسليح البشمركة كون قواتنا لم تحصل على السلاح من وزارة الدفاع العراقية حسبما يؤكد الدستور على ذلك". أما رابعها فيتمثل في أن الظروف الإقليمية لا تبدو مواتية لطرح قضية تأسيس دولة مستقلة، خاصة في ظل الضغوط والأزمات العديدة التي يواجهها الأكراد، ليس في العراق فحسب وإنما في دول الجوار أيضًا، ففي الوقت الذي تشهد فيه بعض المدن الإيرانية التى يقطنها الأكراد ، خاصة مهاباد، احتجاجات واسعة، فقد تصاعدت حدة الخلافات بين الأكراد والمعارضة السورية، حيث أعلنت "الجبهة الشامية" المعارضة والتي تضم أكبر الفصائل العسكرية في حلب، عن وقف تعاونها مع القوات الكردية في حي الشيخ مقصود بمدينة حلب، بسبب اتهامها للأكراد بارتكاب انتهاكات، وذلك بعد توقيع اتفاق تعاون بين الطرفين في فبراير 2015. في حين تتعلق العقبة الاخيرة بمواقف القوى الكردية من طرح القضية، إذ يبدو أنها لا تحظى بإجماع كردي في الوقت الحالي، بل إن اتجاهات عديدة باتت تشير إلى أن تبني أية خطوات رئيسية في هذا السياق حاليًا ربما يؤدي إلى اتساع نطاق الخلافات بين القوي الكردية الرئيسية في الوقت الذي تواجه فيه تحديات داخلية وإقليمية لا تبدو هينة.