كشفت النقاشات التي شهدتها جلسات انعقاد البرلمان الأفريقى المنعقدة الآن في ميدراند بجمهورية جنوب أفريقيا عن وجود 5 مشكلات تعوق انطلاق البرلمان الأفريقي صوب تحقيق الأهدف المنوطة به . وقال باثيلي نيمادي رئيس البرلمان الأفريقي -في معرض تقديمه لتقرير نشاط البرلمان للعام 2014 / 2015- إن تشخيص المشكلات و التحديات التي تواجه عمل برلمان أفريقيا يأتى بهدف البحث عن حلول لها للوصول بالبرلمان لحالة الإجادة القصوى التي تتطلع إليها شعوب القارة، مشيرا إلى أنه عمل وهيئة مكتب الأمانة العامة خلال فترة رئاسته التي ستنتهى الشهر الجاري على إيجاد حلول لها. وأوضح أنه قصد من وراء ذلك تبصير الرئاسة القادمة للبرلمان لتواصل مسيرة تذليل المشاكل والتحديات ، لافتا إلى أن أولى المشكلات تتمثل في فقد بعض نوابه لمقاعدهم بصورة تلقائية في حالة إخفاقهم في الاحتفاظ بعضوياتهم البرلمانية على المستوى الوطني في برلمانات دولهم وانتفاء صفتهم النيابية وتؤدى هذه المشكلة لخلو عدد غير قليل من مقاعد البرلمان الأفريقي بزوال عضوية أعضائه الخاسرين في الانتخابات البرلمانية في دولهم وحرمانهم بالتبعية من الاستمرار في عضوية البرلمان الإفريقى قبل انتهاء دورات الانعقاد . وهناك مشكلة أخرى تواجه عمل البرلمان الأفريقى تتمثل في اتفاقية البلد المضيف لمقره وهى جنوب أفريقيا ، حيث انتهى أجل سريان اتفاقية استضافة المقر منذ عام 2009 ولم يتم تجديدها حتى الآن . وفى هذا الصدد أشار رئيس البرلمان الأفريقي إلى أن الالتزام بتنفيذ تعهدات اتفاقية البلد المضيف لمقر البرلمان الأفريقى تعد معلقة جزئيا ، حيث لم يناقش الاتحاد الأفريقى حتى الآن تجديد اتفاقية المقر مع حكومة جنوب أفريقيا – البلد المضيف – بما في ذلك تعهدات توفير خدمات الأنترنت والاتصالات و المقر الدائم للسكرتارية العامة للبرلمان الأفريقى ومقر إقامة رئيسه في جنوب أفريقيا. وأوضح أن المشكلة الثالثة تتعلق باستكمال مصادقات الدول الأفريقية على البروتوكول المعدل لعمل البرلمان الأفريقى والذي ينص على تحويله من هيئة استشارية تابعة للاتحاد الأفريقي إلى هيئة ذات صلاحيات تشريعية ورقابية كاملة وفقا لما ينص عليه بروتوكول ملابو الصادر في يوليو 2014 و الذي لم توقع عليه حتى الآن سوى جمهورية مالي وكينيا التي أعلن رئيسها ايهيرو كينياتا عن مصادقة بلاده على هذا البروتوكول في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية لأعمال البرلمان الأفريقي بالأمس . وانطلق رئيس البرلمان الأفريقي من هذه المشكلة إلى الاعتراف بصراحة كاملة إلى المشكلة الرابعة وهى قصور مستوى التنسيق اللازم بين لجان العمل المنبثقة عن البرلمان الأفريقي ونظيرتها في الاتحاد الافريقي وبخاصة اللجان ذات الطابع الجماعي للتكتلات الاقتصادية الإقليمية في البرلمان والاتحاد الأفريقى ، مطالبا رئاسة البرلمان القادمة بمواصلة العمل وبذل أقصى ما في وسعها لمواجهة المشاكل والتحديات خلال العامين القادمين. وتتمثل المشكلة الخامسة في استكمال وضع نظام لتعيين هيئة موظفي البرلمان الأفريقى وأمانته العامة بما يعزز القدرة على التخطيط و التقييم لأداء الأمانة العامة وموظفيها ، فضلا عن مشكلة البحث عن مصادر تمويل ذاتية جديدة ، بالإضافة إلى تمويلات الشركاء و المانحين ، كما ستكون مهام البرلمان الأفريقي في المرحلة القادمة هي مواصلة تذليل معوقات الانتهاء من انشاء " بنك معلومات البرلمان الأفريقى " لإفادة أعضاء البرلمان بما يحتاجون من معلومات و تعزيز عمل الموقع الإليكترونى للبرلمان الذي عاد إلي الحياة مؤخرا و تطويره بما يجعله حلقة تواصل فعال بين نواب البرلمان الأفريقى و الحكومات واطلاع الشعوب على ما يتم انجازه . وقال رئيس البرلمان الأفريقى إن هذه المشكلات ال5 ليست مستعصية على الحل إذا تضافرت عوامل الصبر والإرادة ، مبديا استعداده للتعاون في البحث عن حلول لها مع الرئاسة الجديدة للبرلمان بكل المحبة والإخلاص.
