◄مهرجان مهرجان مونتريال يعرض الفيلم الإيراني المجسد ل«الرسول».. -الأزهر: مرفوض شرعًا وتجسيد الأنبياء حرام -عمر هاشم: مخالف للشريعة الإسلامية -محمود مهنا: لا أحد يستطيع الإتيان بمعجزات الأنبياء -وكيل الأزهر: انتقاص لمكانة النبي القدسية -الجندي: شكل الممثل يظل عالقًا في عقول الناس ويتوهمون أنه النبي -«البحوث الإسلامية»: إثارة للفتنة -«الأعلى للشئون الإسلامية»: غير جائز -عبد الجليل: تقليل من منزلة النبي ونيل من قدسيته -أستاذ شريعة: مجسد شخصية الرسول ليس تقيًا -عميد الشريعة السابق: الرسول فوق مستوى المساس أثار قرر إدراة مهرجان مونتريال السينمائى بكندا، استياءً كبيرًا، باختيار الفيلم الإيرانى «محمد رسول الله» لعرضه في حفل الافتتاح، الذي يقام فى الفترة من 27 أغسطس إلى 7 سبتمبر، ويعتبر ذلك العرض الأول للفيلم، الذي يتناول حياة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ويجسد شخص خاتم الأنبياء بالصوت والصورة، متحديًا بذلك مشاعر أهل «السنة» البالغ عددهم نحو 1.5 مليار. وجدد الأزهر الشريف رفضه واعتراضه على تجسيد الأنبياء والرسل في الأعمال الدرامية والفنية؛ وذلك لمكانتهم التي لا ينبغي أن تُمسَّ بأيِّ صورة في الوجدان الديني، معتبرًا تجسيد شخصياتهم في هذه الأعمال يعد انتقاصا من هذه المكانة الروحية التي يجب الحفاظ عليها. وأكد الأزهر رفضه لتجسيد النبي -صلى الله عليه وسلم- في الفيلم الإيراني «محمد رسول الله»، مضيفًا أن «رفض تجسيد الأنبياء لا يقتصر على منع إظهار وجوههم بشكل واضح في هذه الأعمال، ولكن تجسيد الأنبياء صوتًا أو صورة أو كليهما في الأعمال الدرامية والفنية أمر مرفوض لأنه ينزل بمكانة الأنبياء من عليائها وكمالها الأخلاقي ومقامها العالي في القلوب والنفوس إلى ما هو أدنى بالضرورة». وذكر الأزهر الشريف، الجميع بأنه ليس جهة منع للأعمال الفنية، لكنه مطالب بإبداء الرأي المستند إلى الشرع الحنيف في مثل هذه الأعمال، أما قرارات المنع والإجازة فهى مسئولية جهات أخرى. وفى السياق ذاته، أكد الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار علماء الأزهر، أن تجسيد شخصية الأنبياء والرسل فى الأعمال الفنية أو الدارمية أمر مخالف للشريعة الإسلامية. بدوره، طالب الدكتور محمود مهنا عضو مجمع البحوث الإسلامية، بمنع عرض الفيلم؛ مؤكدًا أنه يخالف الشريعة الإسلامية، مشددًا على أن الأنبياء معصومون من الخطأ، ولا يجوز تمثيلهم؛ لأنهم قاموا بمعجزات فهل يستطيع الممثل أن يؤدى هذه المعجزات؟. من جهته، أكد الدكتور عباس شومان، وكيل مشيخة الأزهر، أنه لا يجوز تجسيد الأنبياء والصحابة في صورة أشخاص، مشيرًا إلى أن ذلك يعد استهانة بمشاعر المسلمين، وتعاليم الدين الحنيف، موضحًا أن تجسيد الأنبياء في صورة أشخاص انتقاص لمكانتهم القدسية؛ مما يجعلهم عرضة للطعن. وفي السياق نفسه، أوضح الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن هناك مبدأ فى الأزهر يقف ضد تجسيد الأنبياء في الأفلام والأعمال الفنية. وتابع: إن الإسلام توجد به مصدران لاستخلاص الشريعة وهما القرآن والسنة ونأخذ منها مبادئنا ولا يمكن أن نخالف ما جاء بهما ونسمح بأن تطبع صورة النبي فى أذهان الناس وترتبط بشخص معين مثل ما حدث مع شخصية صلاح الدين التى ارتبطت صورته بالفنان أحمد مظهر، مشددًا على أن الدستور ينص على أن الأزهر هيئة مستقلة تختص فى الأمور الدينية الإسلامية، مشيرًا إلى هذا الدستور كفل له الحق فى إبداء الرأى والاعتراض على ما تجده مخالفًا للشريعة. من جهته، شدد الشيخ عبد العزيز النجار، مدير عام شئون الدعوة بمجمع البحوث الإسلامية، على أن المجمع أصدر فتوى من قبل تحرم تجسيد الأنبياء والعشرة المبشرين بالجنة، مؤكدًا أنه لا يجوز لفرد أن يحلل ما حرمه جماعة من الفقهاء، مضيفًا: «من يقول إن ذلك جائز فهذا رأيه وهو حر فيه، ولا يستطيع فرضه على المجتمع». في الإطار ذاته، استنكر الدكتور أحمد عجيبة، رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، ما قامت به السينما الإيرانية من إنتاج فيلم يجسد حياة الرسول -صلى الله عليه وسلم-، مشيرًا إلى أن موقف المجلس شأنه شأن الأزهر الشريف وهو عدم جواز تجسيد الأنبياء والرسل في الأعمال الدرامية. من جانبه، أكد الدكتور سالم عبد الجليل، أستاذ الثقافة الإسلامية، ووكيل وزارة الأوقاف سابقا، أن تجسيد الفيلم الإيرانيين لشخصة النبي الكريم تقليل من منزلة الرسول، ونيل من قدسيته، منوهًا بأنه حذر من ذلك عندما جسدوا شخصيتي سيدنا عمر بن الخطاب ونوح عليه وسلم". أما الدكتور عبد الفتاح إدريس، أستاذ الشريعة الإسلامية، فقال إن «علماء الإسلام أجمعوا على حرمة تجسيد الأنبياء في الأعمال الدرامية أو الفنية لعصمتهم من الذنوب والخطايا، ولهذا فلا يجوز بحال من الأحوال تمثيلهم أو تجسيدهم في أعمال فنية سواء درامية أو غيرها، وذلك لأن الله اصطفاهم من بين سائر الخلق»، لافتًا إلى أن الذين يمثلون أدوار الأنبياء ويتقمصون شخصيتهم ويشبهون أنفسهم بالأنبياء والرسل، فهذا في حد ذاته استهزاء بشأنهم واستخفاف بهم. واستطرد أستاذ الشريعة: أن "الذين يمثلون أدوارهم ليسوا على النحو الذي كان عليه الأنبياء والرسل من التقوى والصلاح ومرضاة الله سبحانه وتعالى". بدوره، أكد الدكتور رشاد حسن خليل، عميد كلية الشريعة السابق، أن "تجسيد الأنبياء والرسل في أعمال درامية حرام، مشيرًا إلى أن «شخصية النبي أو الرسول فوق مستوى المساس، فهم معصومون من الخطأ»، مضيفا: «إن «الممثل الذي يقوم بهذا العمل لا يبتغي به وجه الله وإنما هدفه تحقيق مكسب مادي فقط وهذا هو الذنب الأكبر، كما قال تعالى «إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَٰئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ». ونوه عميد كلية الشريعة السابق، بأن الممثل مهما كان خلقه أو سلوكه فهو بشر يُخطئ فلا يجوز بأي حال من الأحوال أن يقوم بدور نبي أو رسول ويتحدث بلسانه.