أعلن سونج إيقوه سفير الصين بالقاهرة، عن دعوة الرئيس الصيني شي جين بينغ، للرئيس عبد الفتاح السيسي؛ لحضور الفعاليات التي ستقام في بكين بمناسبة الاحتفالات بالحرب العالمية الثانية في سبتمبر، مؤكدا أن البلدين يربطهما علاقات تاريخية وتواجهان تحديات ومخاطر مماثلة، مضيفا أن الحكومة الصينية تسعي إلي العمل علي تحقيق الإصلاح والتنمية والاستقرار بينما تتبني الحكومة المصرية الإجراءات لتحقيق التنمية وجذب الاستثمار والإصلاح . وأفاد في لقائه اليوم مع الصحفيين في الصالون الإعلامي الذي عقد في مقر السفارة الصينية بالقاهرة أن الزيارة التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي لبكين في ديسمبر الماضي شهدت رفع مستوي العلاقات إلي شراكة استراتيجية شاملة، مشيرا إلي أن العام المقبل سيشهد مرور 60 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين . وأوضح أن الصين تعتبر مصر دولة صديقة وشريكا يستحق الثقة والاستناد عليه وأن العلاقات قامت علي أساس الاحترام المتبادل ووحدة الأراضي وعدم الغزو وعدم التدخل في الشئون الداخلية والتواصل والمنفعة المتبادلة والتعايش السلمي وهو نفس مضمون مبادرة الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن 21 . وقال إن العلاقات بين مصر والصين تعد نموذجا للعلاقات بين الدول العربية و الأفريقية ودول التعاون جنوب –جنوب ، مؤكدا علي تطور العلاقات بين البلدين بالرغم من التوتر الذي شهدته مصر في السنوات الماضية. وأوضح إيقوه أن التبادل التجاري بين البلدين بلغ 6ر11 مليار دولار في عام 2014 وهو يعد رقما قياسيا جديدا مما جعل الصين أكبر شريك تجاري لمصر بينما بلغ قيمة التبادل التجاري الثنائي نحو 6 مليارات دولار عام 2010 ، لافتا إلي أن الاستثمارات الصينية المباشرة غير المالية بلغت نحو 5ر97 مليون دولار وهذا بخلاف الاستثمارات في مجالات أخري. وأكد أن الشركات الصينية الجديدة ترغب في دخول السوق المصري بما يحقق المنفعة المشتركة وهناك عدة شركات صينية تعمل في مصر من بينها المنطقة الصناعية الصينية ( تيدا ) وشركة جوشا و شركة " زد . تي . إي " وشركة الأمل الجديدة ، موضحا أن الرئيس الصيني أرسل مبعوثا خاصا وهو وزير التجارة والصناعة الصيني للمشاركة في المؤتمر الاقتصادي الذي عقد مؤخرا في شرم الشيخ علي رأس وفد يمثل عددا كبيرا من الشركات الصينية. وتابع انه تم التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم خلال مؤتمر شرم الشيخ في ضوء بذل كلا البلدين جهودا لتحقيق التنمية وذلك من خلال تنمية ممر قناة السويس في مصر والذي يتماشي مع استراتيجية مبادرة الحزام وطريق الحرير للصين، مشيرا إلى أن مصر تعد من أول الدول الأفريقية التي وقعت علي الانضمام للبنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية. وأكد سونج إيقوه اهتمام بلاده بتعزيز لتعاون مع مصر في خاصة في مجالات البنية التحتية والطاقة فضلا عن مجالات الصناعة والتكنولوجيا والاقمار الصناعية، مضيفا أن بكين ترغب في المشاركة في بناء محطة توليد كهرباء بالطاقة النووية بجانب التعاون في المجال التكنولوجي والسكك الحديدية والموانئ والطرق العامة. وأكد أن مشروع قناة السويس الجديد يتماشي مع مبادرة الحزام والطريق للصين والتي تربط المنشأت والطرق و الاتصالات وأن افتتاح القناة في أغسطس المقبل سيخلق الظروف أفضل لمرور السفن بعد التوسعة الجديدة وهذا يخدم مبادرة الحزام والطريق، مشيرا إلي أنه يتم الاعداد حاليا للمرحلة الثانية للمنطقة الصناعية الصينية في العين السخنة. وردا علي سؤال حول زيارة الرئيس الصيني لمصر، قال إيقوه إنه هناك رغبة مشتركة في قيام الرئيس شي جين بينغ لزيارة مصر التي سوف تتم في الوقت المناسب لكلا الجانبين موضحا ان الرئيس عبد الفتاح السيسي عقد مباحثات مع الرئيس بينغ علي هامش مشاركتهما في الاحتفالات بعيد النصر في موسكو. وردا علي سؤال حول إصلاح الأممالمتحدة ، أكد أن بلاده تطالب بإصلاح مجلس الأمن الدولي من خلال التوصل إلي اتفاق بين الدول الأعضاء عن طريق الديمقراطية والنقاش ، موضحا ان موقف الصين يرتكز علي ثلاث نقاط وهي أن يتواكب مجلس الأمن مع العصر في مواجهة التحديات والاهتمام بالعدالة والتوازن بزيادة اصوات الدول النامية خاصة من أفريقيا والتمسك بالتشاور والديمقراطية وإدارة الدول الأعضاء. وردا علي سؤال حول السلام في الشرق الأوسط ، أشار إلي أن الصين تدعم مبادرة السلام العربية والتي تسعي إلي إقامة دولة فلسطينية علي حدود عام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية وبالعمل علي تحقيق السلام والاستقرار وقيم التسامج والذي يتماشي مع سياسة الصين التي تسعي إلي تحقيق التنمية فضلا عن العمل علي تعزيز التشاور مع دول الشرق الأوسط.