كاتبة أمريكية: الأكراد شريك ضروري لاستعادة الموصل من "داعش"

قالت الكاتبة الأمريكية ترودي روبين إن الأكراد في العراق يتشاورون الآن مع الحكومة في بغداد وقوات الائتلاف حول كيفية شن هجوم منظم لاستعادة مدينة الموصل من براثن تنظيم داعش.
ورأت الكاتبة - في مقال نشرته صحيفة (ذا فيلادلفيا إنكوايرر) - أن معركة الموصل ستكون حاسمة لما تمثله المدينة من أهمية تاريخية للعرب السُنة ، مشيرة إلى أن الدواعش حاولوا مسخْ المدينة متخذين منها عاصمة لدولة خلافتهم المزعومة.
وأكدت روبين أن سحْب الموصل من تحت أقدام مقاتليه سيقلص رقعة انتشاره جغرافيا، كما سينتقص من الهالة والزخم المحيطين بتنظيم داعش الوحشي، حتى وإن ظلت له قواعد في سوريا وغيرها.
وشددت على أن الأكراد سيكونون طرفا أساسيا في أي هجوم لاستعادة الموصل .. ونوهت عن أن الجميع بات يعرف تلك الحقيقة، مشيرة إلى زيارة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مع وفد من قادة الجيش العراقي لإقليم كردستان ولقاء رئيسه مسعود برزاني مؤخرا، حيث تم الاتفاق على تشكيل قيادة مشتركة إلى جانب الولايات المتحدة وغيرها من شركاء الائتلاف للتجهيز لمعركة استرداد الموصل.
ووصفت قوات البشمركة الكردية بأنها الأقوى والأكثر جدارة بالثقة في البلاد في الوقت الراهن .. ونقلت عن برزاني القول بوضوح إن البشمركة لن تكون في صدارة القوات الداخلة مدينة الموصل .. وعللت الكاتبة هذا الموقف بالإشارة إلى عدد من الاعتبارات على رأسها البُعْد الطائفي، قائلة إن الأكراد لا يريدون أن يقتحموا قلب الموصل المدينة العربية السُنية تاريخيا، وأنهم بدلا من ذلك يفضلون أن يتقدمهم الجيش العراقي .. لكن هذا الجيش ذاته كان قد ولى الأدبار منهارا أمام زحف الدواعش .. وعلى الرغم من تلقيه تدريبات على أيدي الأمريكيين وغيرهم من قوات الائتلاف فإن أحدا لا يعرف متى سيكون مؤهلا للقيام بمهمة كبرى كاسترداد الموصل.
وعادت روبين بالأذهان إلى أغسطس الماضي عندما زحف الدواعش صوب "إربيل" عاصمة إقليم كردستان غداة استيلائهم على مدينة الموصل على مسافة 50 ميلا فقط من إربيل، ونوهت عن أن قوات البشمركة استطاعت بعون أمريكي جويّ أن تستعيد 90 بالمئة من الأرض الكردية من قبضة الدواعش كما استطاعت تحرير مناطق عربية محيطة.
ونقلت في هذا الصدد قول برزاني "استطاعت البشمركة كسْر أسطورة داعش" .. "الدواعش ليسوا في مَنَعة من الهزيمة، ولكن مع ذلك يصعب القول إنه يمكن هزيمتهم بشكل نهائي".
وقالت روبين في ختام مقالها "الأكراد أثبتوا من جديد أنهم شريك ضروري في المنطقة، وأن القتال ضد داعش لا يمكن أن ينجح بدونهم .. هذا يعني أنه ينبغي على مسؤولي أمريكا أن يستمعوا لطلباتهم وأفكارهم حول كيفية إنجاح معركة الموصل".