الحوثيون يخططون لتأسيس دولة "الولي الفقيه" بدعم إيراني الحراك الجنوبي يسعى للانفصال والعودة إلى دولة ما قبل عام 90 القاعدة تستغل حالة الفوضى وتلعب على الوتر الطائفي للاستحواذ على السلطة اليمنيون يراهنون على نجاح عاصفة الحزم لإنقاذ بلادهم من مخاطر الانقسام يبدو أن اليمن السعيد الذى لم يعد سعيدا ينتظره مستقبل غامض في ظل تسارع الأحداث التي تجرى على أراضيه الآن، خاصة بعد اتساع نطاق عاصفة الحزم التي تستهدف تقويض مراكز قوة الحوثيين، واستمرار الضربات الجوية على المعاقل الحوثية ومناطق نفوذ الوحدات التابعة للجيش اليمني، التى تدين بالولاء للرئيس السابق على عبد الله صالح. ووفقا للأحداث الجارية فإن هناك 4 سيناريوهات محتملة من الممكن أن تحدد المصير الذي ينتظره اليمن، وهذه السيناريوهات تحتاج لبعض الوقت حتى يمكن تحقيقها أو التأكد من إمكانية حدوثها أو التحقق من هذا الأمر. ووفقا لما ذهب إليه هانى نسيرة الباحث في الشئون السياسية ومدير مركز أبحاث قناة العربية، فإن هناك 3 سيناريوهات قاتمة تنتظر اليمن، وهي خيارات أحلاها مر، وستكون بمثابة سيناريوهات غاية فى القلق والتوتر لدول الجوار مع اليمن وهذه السيناريوهات هى. سيناريو "الولي الفقيه" يقول نسيره فى دراسته يبدو أن الحوثي في إصراره على التمدد استراتيجيا لمناطق كالحديدة ومينائها ليحقق انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية كما صدرت صحيفة كيهان الإيرنية افتتاحيتها بعد سيطرته على صنعاء، يسعى لإقامة دولة حوثية واستعادة مجد الإمامية كما كان يتمنى شقيقه الأكبر مؤسس جماعة أنصاره حسين الحوثي. ويتضح هدف دولة الحوثي في سعيه المستمر الدءوب للسيطرة على مخازن السلاح، ومعسكرات الشرطة والجيش، وإلباس عناصره الملابس العسكرية دون اتفاق مع الدولة، وهو يجيد اختراق خصومه، فقد نجح في دس عناصره في أوساط دماج قبل إسقاطها، وكذلك تواتر الحديث عن خيانة مسئولين كبار في الجيش والشرطة عند سيطرته على صنعاء، ويتضح هذا المسعى الحوثي المصر على تجاوزه الدولة وإسقاط هيبتها وتمكين سلطته وقبضته على مقدراتها! وعلى الرغم من أن الحوثيين أعلنوا أنهم لا يريدون المشاركة في الحكومة، ويرفضون مبدأ المحاصصة الذي أعلن يوم 21 أكتوبر الماضي، إلا أن ضغوطهم من أجل فرض مقربين منهم يجعل الكثير من المراقبين يرجحون ميلهم لنموذج "الولي الفقيه" الإيراني، حيث يحكم ويفرض إرادته، بينما يتحمل غيره المسئولية! وتلوح فى الأفق اتهامات للرئيس السابق على عبد الله صالح بالتعاون مع الحوثيين، ويتوقع ملاحقته دوليا كما صرحت مصادر في الأممالمتحدة أكثر من مرة، وينضم موالوه للحوثيين رافعين راياتهم أحيانا ورايات القاعدة أحيانا أخرى تضليلا لدول الجوار والقوى الدولية. ويسعى صالح من وراء تمدد نفوذ الحوثيين إلى تضليل دول الجوار، والعمل على إضعافهم تميدا لعودته والتخلص من حليفه الحالي كما سبق، وتخلصوا من حلفائهم القدامى من الإصلاحين المنتمون للإخوان المسلمين وحلفاؤهم من آل الأحمر وحاشد، ولكن لا شك أن عودة صالح أو سيطرة الحوثي كلاهما يمثل مددا قويا للحراك الجنوبي الذي يرتبط أبرز فصائله بإيران كذلك. وهنا يحضر تحد خليجي، حيث التمدد الإيراني في جواره، وقد اتضح الولاء الإيراني في مرجعيات الحوثيين، أو في رؤى مؤسسهم التي تجاوزت الزيدية نحو ولاية الفقيه الإثنى عشرية، واتضح ذلك في تظاهراتهم أمام السفارة السعودية يوم 18 أكتوبر الماضى في صنعاء من أجل محبوس شيعي في المملكة العربية السعودية، وهتافاتهم المستمرة بالولاء لإيران، وما يحمله خطابهم من مخزون كره ضد السعودية والخليج! ويظل هذا السيناريو متصاعدا مع إصرار الحوثي على التخلص من الرئيس اليمني هادي، ومحاولته التمدد بشكل كامل على اليمن الحالية، ولكنه يواجه صعوبات، منها تمرد القبائل وصعود معارضيه والتمرد ضد تمرده، وهو ما يجعل الأمر يأخذ منحنى آخر في اتجاه التقسيم، وهو ما غازل به عبد الملك الحوثي الحراك الجنوبي في حديثه في 25 سبتمبر الجاري، لينتهي به دور اليمن الحديث، وتظهر دولة الحوثي وبجوارها دول أخرى من اليمن الحالي، وكذلك مواجهات موزعة مع معارضيهم من الإصلاحيين كما كان في منطقة بريم وغيرها. ومن المتوقع أن سيناريو دولة الحوثي حال اكتماله لن يستطيع إحكام قبضته إلا على أجزاء من الشمال اليمني، تعتمد بالأساس على صعدة وعمران، وربما العاصمة صنعاء والحديدة كمنفذ بحري لها. سيناريو داعش وقاعدة اليمن يجد تنظيم القاعدة فرصته في الفتنة الطائفية كما كان في سيناريو المحافظات السنية في العراق في يونيو الماضي سنة 2014، ورغم أنها لم تشارك في مقاومة الحوثيين رغم استنجاد كثير من أنصار الإصلاح بها عبر المواقع التواصلية وغيرها، جاء ظهورها كما كانت داعش بعد فض الاعتصام السلمي في الأنبار. وكان أول ظهور هددت فيه القاعدة الحوثيين في بيان تحذيري لها بتاريخ 25 سبتمبر الماضى ب"جعل رؤوسهم تتطاير"، واتهمتهم ب"استكمال المشروع الرافضي الفارسي في اليمن، ودعت السنة في البلاد إلى حمل السلاح، وتجنب دخول العملية السياسة" التي ترفضها القاعدة! وقال تنظيم "قاعدة الجهاد في جزيرة العرب" في بيانه الموجه إلى السنة أنه لا يخفى عليهم "ما يقوم به الحوثيون الروافض من استكمال للمشروع الرافضي الفارسي في يمن الإيمان والحكمة"، مضيفا أن كثيرا من المحسوبين على أهل السنة والعلم والفتوى "كان لهم أثر كبير في تنامي هذه الجماعة الحوثية، وذلك بغض الطرف عنهم والسكوت عن جرائمهم التي اقترفوها بأهل السنة في صعدة وغيرها، وبالدفاع عنهم بعد الثورة المسروقة بدعوى أنهم جزء من الشعب". وهذا السيناريو فى حال نجاحه سيؤجج الحرب الأهلية، فالقاعدة أقل سياسة وفكر من غيرها من التنظيمات الأخرى بما فيها الحوثيون، ولن تربأ حال انتصارها رغم أزماتها البنيوية إلا بتتبع الحوثيين حتى معاقلهم في صعدة، حالما اتفقت معها المظلومية السنية الصاعدة والجماعات المعارضة الأخرى، ولكن حال كانت أزمتها التنظيمية واستهدافها دوليا وإقليميا، فأقل هذه السيناريوهات أن تنجح مع جماعات شبيهة كأنصار الشريعة، والغاضبين من السلفيين المهجرين من دماج، في تكوين إمارة دينية في إبين واستعادة قوتها في هذه المناطق، وتوجيه ضربات متقطعة للمعاقل الحوثية في العاصمة صنعاء وغيرها. سيناريو دولة الجنوب بدأت إرهاصات الانفصال والتقسيم عند الحراك الجنوبي في 15 أكتوبر الماضي، ففي مؤشر دال على ضعف الدولة اليمنية أعطى انفصاليون جنوبيون يسعون للانفصال عن الشمال إنذارا للحكومة لإجلاء جنودها وموظفيها في موعد غايته 30 نوفمبر، وطلب الحراك الجنوبي من الشركات الأجنبية المنتجة للنفط والغاز في المنطقة وقف صادراتها على الفور. وجاء في البيان "دولة الجنوب قادمة ولن تمنعنا أي قوة من تحقيق ذلك، ويسعى الحراك الجنوبي إلى استعادة اليمن الجنوبي الذي اندمج مع الشمال عام 1990، كما اغتال مجهولون عقيدا في الجيش اليمني بهذا التاريخ. ولا شك أن أي تحرك نحو الانفصال من جانب الجنوب سيراقب عن كثب في المنطقة الحيوية لإمدادات النفط، ودعا الحراك الجنوبي سكان المحافظاتالجنوبية إلى مظاهرات مليونية في مدينتي عدنجنوبا والمكلا جنوب شرق البلاد، في 14 من أكتوبر الذي صادف الذكرى ال51 لاستقلال الجنوب عن بريطانيا عام 1963، وفي كلمة ألقاها عشية يوم الاحتجاجات، دعا الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، إلى "البعد عن المناكفات والصراعات، التي توصل الى فوهات براكين الفتن، التي لا تبقي ولا تذر وهناك مؤشرات وتحليلات ترى أن ثمة اختراقا حوثيا لبعض عناصر الحراك الجنوبي المرتبطة بإيران، وأنه بعد سيطرة الحوثيين على الشمال وتمددهم غربا، ينسقون مع هذه العناصر للتمدد جنوبا، وأنها لم تظهر في التظاهرات التي طالبت بالانفصال يوم 14 أكتوبر رغم أنها من قياداته. ويعد الاختراق الإيراني للحراك الجنوبي، والروابط التي تربطه بقيادات مؤثرة فيها خاصة على سالم البيض، سيتيح لإيران التحرك على أكثر من بعد، وإدارة العلاقة بين الحوثيين وبين الحراك، فكما غازل الحوثي الحراك بحل قضيته، يبدو أن من صالح كليهما التقسيم إذا لم يتم اتفاق على تداول السلطة بينهما تحت العمامة الإيرانية، فالعلاقة بين الطرفين التي لا ينفيها كثير من ممثليهما وخاصة فصيل البيض في الحراك الجنوبي واضحة، وهو ما جعل بند القضية الجنوبية البند الأول في الحوار الوطني ثم قضية صعدة بندا ثانيا. من هنا يبدو سيناريو الولي الفقيه وسيناريو التقسيم وسيناريو داعش سيناريوهات كلها خطر مع مراوغات ابتلاع الدولة. سيناريو القضاء على الحوثيين ويعد هذا السيناريو هو الأمل الذي تتعلق به أنظار اليمنيين، حيث يعلق غالبية أهل اليمن آمالهم فى نجاح عاصفة الحزم للقضاء على ميليشيات الحوثيين والقوات الموالية لعلي عبدالله صالح في نفس الوقت، حتى يعود اليمن إلى أهله بعيدا عن أى نعرات طائفية أو أيدولوجية، ويجنب اليمن 3 سيناريوهات تمثل كابوسا مرعبا، وهى إنشاء دولة تحكم من خلال عمامة "الملالي" في طهران أو تقسيم وتفتيت اليمن أو هيمنة نفوذ تنظيم القاعدة فى البلاد؛ مما يعنى أن اليمن مرشح لاستقبال أنهار من دم أبنائه إذا اشتد الصراع الطائفي من أجل الوصول للحكم.