قال الرئيس العراقي فؤاد معصوم يوم الاربعاء ان التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة سيوجه قريبا ضربات جوية لتنظيم "داعش" في مدينة تكريت السنية بعد أن بدأ عمليات استطلاع جوي خلال الأسبوع الجاري. ولم يحقق هجوم بدأته قوات الحكومة العراقية وقوات الحشد الشعبي المدعومة من ايران منذ ثلاثة أسابيع نجاحا حتى الان في إخراج مقاتلي التنظيم من تكريت مسقط رأس صدام حسين. وقال معصوم لرويترز في مقابلة حصرية في قصر الرئاسة ببغداد "من يوم أمس حسب معلوماتي بدأت طلعات استطلاعية. أول شيء يبدأون بالاستطلاع والتقارير الجوية وبعد ذلك تبدأ العمليات الفعلية." وطلب قادة عسكريون عراقيون توجيه ضربات جوية للتنظيم في حين رفضت وحدات الحشد الشعبي الشيعية المدعومة من ايران علانية الدور الأمريكي في الحملة الرامية لاستعادة تكريت التي تعد حصنا للجهاديين. وفي مواجهة هذا المأزق أمرت الحكومة العراقية بوقف أغلب العمليات قبل أسبوع استنادا إلى مخاوف من الخسائر البشرية في صفوف المدنيين والعسكريين. غير أن معصوم الكردي الذي أصبح رئيسا للعراق في الصيف الماضي أوضح أن الحكومة العراقية قررت أن تطلب الدعم الجوي من قوات التحالف في المعركة. وقال معصوم "الحكومة العراقية وسكان المنطقة كلهم يريدون أن يكون هناك إسهام فاعل لدول التحالف" موضحا أن الدولة العراقية هي صاحبة القرار "وليس أي قوى أخرى." وبعد ابلاغه بتصريحات معصوم قال القيادي الشيعي هادي العامري رئيس منظمة بدر وهو أحد أقوى الشخصيات في البلاد ويتمتع بعلاقات وثيقة مع إيران للصحفيين في سامراء شمالي بغداد إنه ليس له علم بالقرار ولم يجر التشاور معه. وقال "إذا كنا نحتاج إلى ضربات جوية سوف نبلغ حكومتنا.. ولحد الآن نحن لا نحتاج." وأشار الرئيس العراقي إلى تردد سابق من جانب الولاياتالمتحدة للمشاركة في المعارك إلى جانب الفصائل المسلحة الشيعية التي تحظى بدعم ايراني ويوجهها مستشارون ايرانيون. وقال "إذا كان هناك نوع من التردد في موقف التحالف لدعم الجيش والمتطوعين في تكريت فالآن يبدو أن هذا التحسس انتهى. بالتأكيد مشاركة التحالف سيكون لها تأثير." وبدء الضربات الجوية سيمثل أول مشاركة نشطة للجيش الأمريكي والمستشارين الإيرانيين في نفس المعركة منذ بدء الضربات الجوية الأمريكية في اغسطس آب الماضي للمساعدة في تحرير بلدة امرلي. وقال معصوم إن البلاد ليست مدينة لإيران رغم أنها ساهمت بشكل كبير بتقديم أسلحة ومستشارين منذ أن سيطر تنظيم "داعش" على أجزاء كبيرة من شمال وغرب العراق العام الماضي. وقال معصوم إن إيران قدمت مساعدة عسكرية وإنسانية للعراق من اليوم الأول لكن ليس لإيران حق الاعتراض على أي قرار عراقي. وأكد الرئيس العراقي على أن العراق يسعى لتحقيق توازن بين الإيرانيين والدول الغربية والعربية المشاركة في القتال ضد تنظيم "داعش". وقال "الجانب الإيراني يدخل حسب التخطيط مع الحكومة العراقية وكذلك دول التحالف. وتابع "ليس هناك تنسيق رسمي بين الطرفين (التحالف وإيران)، هناك نوع من التنسيق من خلال العراق." وقال الرئيس إن توقيت تنفيذ الضربات الجوية سيحدده الخبراء العسكريون من العراق والتحالف. وقال معصوم "الخبراء هم من يقررون إذا كانت تحتاج إلى أسبوع أو أقل أو أكثر." وشدد الرئيس على أن الضربات ستتجنب السكان المدنيين رغم محاولات تنظيم "داعش" استخدام المدنيين كدروع بشرية وأنها ستستهدف مواقعه القتالية. وقال الرئيس إن قوات الأمن ومقاتلين آخرين يعملون بجد من أجل تفادي وقوع انتهاكات لحقوق الانسان. ويتهم السنة مقاتلون شيعة بتنفيذ اعدامات وحرق منازل خلال حملات سابقة لطرد تنظيم "داعش" من مناطق سنية. وقال الرئيس إن هذه الانتهاكات حوادث فردية وغير منتشرة ولكن رغم بذل العراق قصارى جهده إلا أنه لا يمكنه استبعاد إمكانية وقوع حوادث جديدة خلال حملة تكريت. وأضاف أن العراق ينظر إلى الأنبار كمعركته المقبلة قبل محاولة استعادة السيطرة على مدينة الموصل أكبر مدن الشمال والتي سيطر عليها التنظيم في يونيو حزيران. وقال "حسب الخبراء ربما مسألة الموصل ستأخذ وقتا تركيبة الموصل ليست تركيبة عشائرية مثل الأنبار. الموصل بحاجة إلى وقت أكثر. وهناك محاولات لايجاد قوة في الداخل تتعاون مع الذين يريدون اقتحام الموصل. "يقال الأنبار أسهل رغم أنها منطقة صحراوية وأكبر مساحة.الموصل ستأخذ وقتا أكثر." وقال الرئيس إن العراق يدرس الدعوة لعقد مؤتمر دولي للمانحين لمساعدة البلاد في التعامل مع مشكلة النازحين.