عقب أربعة أعوام على بدء الاضطرابات في سوريا، لم يعد وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير، يستبعد بشكل مبدئي إجراء محادثات مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وقال شتاينماير، في تصريحات لصحيفة "زود دويتشه تسايتونج" الألمانية الصادرة اليوم الأربعاء،" إن طريق إنهاء العنف لن يكون إلا عبر التفاوض من أجل حل سياسي، حتى لو تطلب الأمر إجراء محادثات مع نظام الأسد. ويدعم شتاينماير بذلك مساعي المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا، الذي يسعى حاليا في محادثاته أيضا مع الحكومة السورية إلى إيجاد مخرج من النزاع. وبحسب تقديرات الخارجية الألمانية، فإن جميع الجهود التي بذلت حتى الآن تعثرت، لذلك فإن دعم دي ميستورا محاولة لكسر الحواجز الفكرية في ظل المعاناة غير المحتملة للشعب السوري. يذكر أن شتاينماير قد بحث أمس في برلين مع خالد خوجة رئيس ائتلاف المعارضة السورية، سبل مكافحة الإرهاب في سوريا، بعدما باءت الحلول العسكرية بالفشل، ولا يوجد سبيل سوى الحلول السياسية التي تتبناها ألمانيا. وما تزال تصريحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري حول إمكانية الحوار والتفاوض مع النظام السوري، تثير العديد من ردود الفعل، واهتمام الصحف حيث اهتمت الصحف الألمانية بها، فرأت صحيفة (فرانكفورته ألجمانيه تسايتونج) أنه لم يعد هناك خيار للدول الغربية، سوى نظام الأسد أو تنظيم (داعش) الإرهابي وأضافت" في البداية تفاوض ممثلون عن الحكومة الأمريكية مع النظام السوري في أماكن سرية، والآن، يصرح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بشكل علني ما كان يعتبر من التابوهات منذ فترة طويلة: لا يلوح في الأفق حل عسكري للحرب الدائرة في سوريا، والحل السياسي هو أيضا شرط أساسي للنجاح في الحرب ضد تنظيم داعش، غير أن التوصل لهذا الحل لا يمكن أن يتم دون التفاوض مع الرئيس بشار الأسد". وتابعت" إن الأسد لعب لعبة ساخرة، فقد عمل أولا على قهر المعارضة الضعيفة، ثم ساهم لاحقا في تعزيز تنظيم داعش دون أن يحرك ساكنا، يبدو أنه نجح في هذا التكتيك، ومعه فشلت سياسة الغرب، التي كانت مصممة على إسقاط الأسد". وبينت الصحيفة أنه في ساحة المعركة السورية، لم يعد للغرب خيار آخر، عدا الأسد أو تنظيم داعش الإرهابي، في حين يبدو خطر التنظيم أكبر من مخاطر نظام الأسد". أما صحيفة (تاجزسايتونج) فاعتبرت أن نظام الأسد هو المسؤول الرئيس عن الأوضاع الحالية في البلاد، وأن الحرب الدموية الشنيعة يجب أن تنتهي، ولكن يجب ألا يبدو ذلك كنجاح لنظام الأسد، المسؤول عن مقتل 200 ألف شخص من أجل البقاء في السلطة. وأضافت الصحيفة" إن بروز تنظيم داعش الإرهابي، جاء كنتيجة للنزاع السوري، وبهذا فإن الحرب ضد التنظيم هي حرب ضد أعراض المرض وليس ضد مسبباته". من جهتها، رأت صحيفة (زود دويتشه تسايتونج) أن مواجهة تنظيم داعش الإرهابي، يشكل أولوية أساسية لإعادة الأمن والاستقرار للمنطقة، وكتبت في معرض تعليقها على سبل حل الأزمة السورية، التي دخلت عامها الخامس، وذكرت " لا مفر من إعطاء الأولوية لمواجهة تنظيم (داعش)، ولكن لا تشكل هذه الاستراتيجية الحل الأفضل لإنهاء الحرب، فالأسد هو الرجل الذي له إمكانيات التحرك في سوريا". وأضافت" إن الأسد يرى أنه على صواب في الموقف المنطلق من أن جميع المسلحين إرهابيون وأنه ضحية مؤامرة..مشيرة إلى أنه حتى وإن تم تحرير سوريا والعراق من تنظيم داعش، فلن يذهب الأسد للمنفى بشكل طوعي، ولكن العديد من السوريين لن ينسوا القتلى والدماء التي سالت على يده"." حسب الصحيفة " وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، قد قال " إن الولاياتالمتحدة ستضطر إلى التفاوض مع الرئيس السوري بشار الأسد، من أجل ضمان انتقال سياسي للسلطة في سوريا". وأضاف كيري، في مقابلة مع قناة (سي بي إس) الأمريكية،" إن واشنطن تدرس فرص الضغط على الأسد من أجل حمله على قبول إجراء المباحثات". ولطالما أصرت واشنطن على ضرورة رحيل الأسد في إطار عملية انتقال سياسي للسلطة تقود إليها المفاوضات بين الأطراف المعنية لكن ظهور تنظيم داعش الإرهابي، يبدو أنه قد لطَّف إلى حد ما موقف الغرب منه. ولم يكرر كيري خلال المقابلة موقف واشنطن التقليدي القائم على أن الأسد فقد الشرعية وبالتالي عليه الرحيل