قال سعد الحريري رئيس وزراء لبنان الأسبق رئيس تيار المستقبل إن اللبنانيين لن يرضوا يكونوا جزءاً من الامبراطورية الإيرانية، أو جبهة من جبهات قاسم سليماني قائد فيلق القدس بالحرس الثوري، وأن استخدام كل أشكال التهديد والترغيب وكل أنواع السلاح الثقيل والخفيف، لن تجعل من هذا الغرور الإمبراطوري أمرا واقعاً في حياة لبنان والبلدان العربية. واعتبر الحريري في بيان صحفي اليوم الجمعة بمناسبة ذكرى تظاهرة 14 آذار - أن الانتفاضة ضد الوجود السوري في 14 آذار /مارس 2005 التي قامت بعد اغتيال والده رئيس وزراء لبنان الراحل رفيق الحريري شكلت منعطفاً مميزاً في تاريخ لبنان، أسس لقيام تحالف وطني التزم عهود العبور إلى الدولة وحماية النظام الديموقراطي، والتمسك بحصرية السلاح في يد الجيش والمؤسسات الشرعية اللبنانية. وقال الحريري إن تلازم الذكرى العاشرة لانتفاضة الاستقلال مع الذكرى العاشرة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، علامة ستبقى راسخة في تاريخ لبنان وفي وجدان اللبنانيين الذين انتصروا في الرابع عشر من آذار (14 مارس 2005) لحريتهم وسيادتهم وكرامتهم الوطنية، غير أنه استدرك قائلا " للأسف وجد شعبنا في صفوفه، من ينتصر للتبعية والتسلط وإرادة التسلط الخارجي على مقدرات البلاد ". وأضاف أن أيام التضامن مع نظام بشار الأسد، اندثرت ، ماتت ، طمرها رماد التاريخ ، ولم تخلّف في الحياة الوطنية اللبنانية، سوى الإصرار على سلوك سياسات الاستقواء وتعميق أسباب الانقسام (في إشارة إلى التظاهرة التي قادها حزب الله لشكر سوريا غداة خروج قواتها من لبنان في ذلك الوقت) . وقال "لقد دافعت حركة 14 آذار عن التزاماتها بأرواح قادتها ورموزها ونوابها ومثقفيها، وواجهت حملات التضليل والتخوين وضروب الفتن المتنقلة بكل ما أوجبته المصلحة الوطنية من مواقف وتحركات . وأضاف : اليوم في الذكرى العاشرة لانتفاضة الاستقلال ونزول أكثر من مليون لبناني، من كل المناطق والطوائف إلى ساحات بيروت لينادوا بخروج الجيش السوري من لبنان وكشف الحقيقة في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ، نؤكد مجدداً أن حركة 14 آذار أكبر من أي حزب أو تنظيم سياسي ، وان روحها وقيمها تعلو فوق السياسات والمحاصصات الصغيرة، وأن التزامنا بتلك الروح التي أشعلت الأمل في قيامة لبنان، هو في أساس وجودنا السياسي وقناعاتنا الوطنية ، التي لن تتبدل أو تتغيّر تحت وطأة الضغوط وأشكال التهديد التي يعرفها اللبنانيون جيداً . وتابع قائلا "في 14 آذار نقول إننا على عهد الوفاء لكل الحلفاء والأصدقاء، لحلفاء وأصدقاء الأيام الأولى لانتفاضة الاستقلال ولكل الحلفاء الذي صمدوا في وجه العواصف ورياح التهديد من الداخل والخارج. واختتم بيانه بالقول "في الختام نقول لمن يقف على طرف النقيض مع 14 آذار (في إشارة لحزب الله وغيره من حلفاء سوريا وإيران بلبنان)، إن حماية الاستبداد ليست السبيل الصحيح لمحاربة الإرهاب، وإن الذهاب بلبنان إلى أحضان الحروب الأهلية المجاورة، هو أسهل الطرق لتخريب الحياة المشتركة بين اللبنانيين، الذين لن يرتضوا بكل بساطة أن يكونوا جزءاً من الامبراطورية الإيرانية.