أنا فتاة رائعة وحبيبة كالتوت النادر وأمٌ تأكل قطعة من فم ابنتها دون امتعاض وتفقأ فقاعات الصابون بأصابعها كي تبتسم الصغيرة دعني أحكي لك عن يدي التي تمسك ملعقة الطعام لابنتي تصعد إلى فمها الصغير وتنزل إلى طبق السيريلاك في دوائر لا تنتهي إلا مع انغلاق الفم أو انتهاء الطبق وباليد الأخرى أترجم كتابًا عن الذاكرة والأعصاب أبحث في أرفف القواميس عما أبتغي والصغيرة تبتلع طعامها وتنظر لطيور الجنّة بلا قلق بين صفحتي الكتابِ تهبط على أصابعي النجوم فأحكي عن النور والقهوة والبنت في نفس اليوم الذي أدخل فيه يديّ الفرن لأسوي البطاطا ألوّن قلبي بالكلمات التي أكتبها لأسكب الشعر في ندوة على السطح أنا التي حين تشتاق رشفات القهوة تضع الكنكة الصغيرة على النار.. وتُنهي غسل أواني إفطار الصغيرة في تزامنٍ ثم تصبُّ القهوة في كوب البايركس البنيّ الصغير وتعود تلضم كلمات الكتاب المترجمة في متعة والقهوة تتناثر على وجه الحجرة وتضحك أقص أظافر رقية وأنا أعدّ من واحد إلى عشرة أقنعها أن تلك الخطوط السوداء سيئة وقُبيل دق حبيبي على الباب أقنعها بالكلمات أن تمشط شعرها وتضع وردة فيه كما أفعل.. لتقلدني وأشير لأبيها كي يفرح بجمالها بقوة دعني أخبرك عن النور الذي يخرجُ من كفيّ وأنا أضمُّ وجه حبيبي وأضعه في السماء لحين أنهى رسم وجبة الطعام التي نلتقي حولها كل مساءٍ ونرتضيها غداءً مساءيًا لا يأكل مثله أحد أقولُ أنا رحبة وجميلة ومملوئة بالأشياء أنا ملوّنة وقابلةٌ للقص واللصق والتشكل والفرَح ويقولون أنني كذلك ورغم ذلك لا أصدقنا وأحزن ولذلك أكتب علّ برهانًا يجعلني أرى الشمس التي أشرق بدلًا منها كثيرًا وأنا لا أدري !