تبدأ الأربعاء محاكمة الجنرال المتقاعد كنعان إيفرن الرئيس التركي الأسبق الذي يرمز لحقبة هيمن فيها الجيش على السياسة التركية وذلك عن دوره في قيادة انقلاب عام 1980 الذي شكل ملامح البلاد لثلاثة عقود إلى أن قلصت إصلاحات من سلطات قادة الجيش. وتم إعدام 50 شخصا واعتقال نصف مليون وتوفي المئات في السجون واختفى كثيرون آخرون خلال ثلاث سنوات من الحكم العسكري بعد انقلاب 12 سبتمبر 1980 وكان ثالث انقلاب تشهده تركيا خلال 20 عاما. وبعد أكثر من 30 عاما تبدأ محكمة في أنقرة نظر القضية المقامة ضد ايفرن (94 عاما) والمخطط الاخر للانقلاب الذي لايزال على قيد الحياة وهو قائد القوات الجوية سابقا تحسين شاهين كايا (87 عاما). ونظرا لضعف إيفرن فإنه من غير المرجح أن يمثل أمام المحكمة. وكان مكتب الإدعاء قد قال إنه يمكن أن يستمع إلى شهادتي إيفرن وشاهين كايا عبر دائرة الفيديو المغلقة. وخضع إيفرن مؤخرا لجراحة في الأمعاء وذكرت وسائل إعلام تركية يوم الثلاثاء أن احدى ذراعيه كسرت. وقال إيفرن إنه غير نادم على الانقلاب مجادلا بأنه أعاد النظام الى تركيا بعد سنوات من الفوضى قتل خلالها خمسة الاف شخص في أعمال عنف اندلعت بين اليمين واليسار. وقال في كلمة عام 1984 بعد عام من تسليم الحكم لحكومة مدنية "هل ينبغي أن نطعمهم في السجون طوال سنوات بدلا من اعدامهم؟." وانضمت حكومة أردوغان أمس الثلاثاء والبرلمان والمعارضة إلى 350 فردا وجماعة على الأقل بوصفهم مدعين في القضية كأطراف متضررة مما يعني أن شكاواهم ستوضع في الاعتبار خلال المحاكمة ومرحلة اصدار الحكم المحتمل. ويقول قادة انقلاب 1980 انهم اضطروا للتدخل لاعادة النظام بعد سنوات من الفوضى. وفي أعقاب الثورة الايرانية عام 1979 شعروا أيضا بالقلق مما اعتبروه تهديدا من جانب الاسلاميين للجمهورية العلمانية التركية.