قال الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، إن نظرية المؤامرة ليست هي السبب الوحيد فيما نعانيه في مجتمعاتنا العربية، ولكننا نعاني أيضًا من التفرقة والنزاع، مؤكدا أننا لا نزال نفتقر إلى الاتحاد يشبه الاتحاد الأوروبي، مشددا على ضرورة التصدي للدول التي تدعم الإرهاب بالمال والسلاح. وأضاف "الطيب" في كلمته في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الأزهر لمواجهة الإرهاب والتطرف، اليوم الأربعاء، أنه لا ينبغي أن نغض الطرف عن مسئوليتنا أفكار التطرف التي تسربت إلى عقول بعض من شبابنا فدفعتهم لتبني الفكر التكفيري مثل تنظيم القاعدة والجماعات المسلحة التي تعمل على زعزعة الأوطان والاستقرار، وآخرهم تنظيم داعش الذي ينادي بالخلافة الإسلامية. وتابع أنه ليست "داعش" هي الفصيل المسلح الوحيد على الساحة بل هناك طوائف مذهبية أخرى تذبح وتهجر أسرا في العراق وسوريا واليمن، وتحاول جر الأوطان لولاءات إقليمية خارجية، باسم الديمقراطية وحقوق الإنسان مثل ما يحدث في البحرين. وأشار إلى أن الذي يجمع هذه الجماعات الإرهابية قاسم مشترك وهو تكفير المسلمين، ثم استحلال دمائهم يعد ذلك، الأمر الذي يعيد إلى الأذهان جرائم جماعات سابقة قتلت المسلمين، استنادا إلى فهم خاطىء منحرف لنصوص الكتاب والسنة، بعد تحريفهم مفهوم الكفر ومعنى الإيمان الذي حدده النبي وسار عليه المسلمون من عدم تكفير المسلم، حتى وإن كانت من الكبائر، الكفر هو إنكار القلب وخلوه من التصديق بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره. واستطرد شيخ الأزهر، أن هذه الجماعات الإرهابية حرفت أيضا مفهوم الجهاد، زعما منهم انه الجهاد وأنهم إن قتلوا فهم شهداء في الجنة، وهو من أكبر الأخطاء في فهم شريعة الإسلام، فقد شرع الجهاد للدفاع عن النفس والدين والدولة، مؤكدا أن إعلان الجهاد لا يتولاه احد إلا ولي الأمر ولا يجوز الأفراد والجماعات أن تتولى هذا الأمر منفردا مهما كانت الظروف. وأكد أن الإسلام حرم أيضا الاعتداء على النفس أيا كانت ديانتها واعتقادها، ومن قتل نفس بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا.