- وزير الأوقاف ل" صدى البلد": دعوات الجبهة السلفية للتظاهر لا تجوز شرعا ..والمشاركة فيها "حرام" - مستشار المفتي: دعوة رفع المصاحف فى 28 نوفمبر مشبوهة... وخلط صريح بين الدين والسياسة - "إدريس": رفع كتاب الله في المظاهرات استخفاف يفضي بصاحبه إلى الكفر - "الأطرش"ل" الجبهة السلفية": لوعرفتم قيمة كتاب الله بحق ما كنتم تدعون للتظاهر به واستغلاله سياسيا - عبد الجليل: الخروج على الحكام غير جائز شرعا.. ودعوات الجبهة السلفية للتظاهر باطلة دعت الجبهة السلفية أنصارها بالمحافظات للخروج لتظاهرات يوم 28 من الشهر الجاري رافعين المصاحف والسيوف تضامنا مع جماعة الإخوان المسلمين.. استطلع "صدى البلد" أراء علماء الأزهر والاوقاف لمعرفة الموقف الشرعي من الدعوة وحكم الدين في رفع المصحف على أسنة السيوف خلال المظاهرات. أكد وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، أن دعوات الجبهة السلفية للتظاهر ورفع المصاحف والسيوف آثمة لا تخرج عن أحد أمرين إما أن تكون جهلا وإما أن تكون خيانة للوطن. وأضاف في تصريح ل"صدى البلد" أن هذه الدعوات لا تجوز شرعا ويحرم المشاركة فيها ولا يجوز الانضمام إليها وبهذا نكون قد أقمنا الحجة على الجهلاء والمخدوعين والمغرر بهم ولم يبق إلا من يفكر في الخروج سوى الخونة والعملاء والمأجورين وهو ما ينبغي التصدي لهم بحزم وإعمال القوانين اللازمة لهم. وأكد الدكتور عبد الفتاح إدريس، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، أن "استعمال كتاب الله سبحانه وتعالى في التظاهرات استهزاء واستخفاف بشأنه يفضي بفاعله إلى الكفر". وقال إدريس، في تصريح ل"صدى البلد"، إن "جند معاوية رفعوا ورقة من كتاب الله وليس المصحف كله على أسنة الرماح رغبة في الحكم، وقال على بن أبي طالب كلمة حق يراد بها باطل". وأضاف: "أخشى أن يكون التاريخ يعيد نفسه وتحدث فتنة كالتي حدثت في أيام علي بن أبي طالب من شأنها إحداث خرق في صفوف المسلمين". وتابع: "وبوجه عام رفع المصحف على أسنة السيوف استهزاء بكلام الله وإعمال للفتنة، حيث قال الله تعالى في كتابه العزيز "وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ". من جانبه أكد الشيخ عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الإفتاء بالأزهر سابقا، ان الإسلام لا يعرف العنف بأي حال من الأحوال ولما فرض الجهاد فرضه لرد الظلم والعدوان. وأضاف الاطرش في تصريح ل"صدى البلد" تعليقا على دعوة الجبهة السلفية للتظاهر يوم 28 نوفمبر القادم، ان المسلم الحق هو الذي لا يتأتى منه ضرر فالسلف الحق هو من يدعو الى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ويؤمن بمبدأ العفو والتسامح لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "التمس لأخيك 70 عذرا ". وتابع ان الذي يدعو الى تظاهرات والى تخريب والى إحراق وإفساد في الأرض .. أقول لهم هذه ليست بأخلاق مسلم لأن المسلم يعفو ويصفح ويتجاوز اما المخربون الذين يسعون في الأرض فسادا فالإسلام منهم براء. ووجه رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقا رسالة للذين يريدون ان يرفعوا السيوف على أسنة الرماح قائلا: " لوعرفتم قيمة المصحف ما حدث منكم هذا " . وأكد الدكتور سالم عبد الجليل، وكيل وزارة الأوقاف سابقا، أن "دعوات الخروج للتظاهر بكتاب الله في نهاية الشهر الجاري غير جائزة شرعا لأن الخروج على الحاكم لا يجوز مهما حدث"، مشيرا إلى أن "هذا موقفه منذ الخروج على الرئيس مبارك وكذلك مرسي". وقال عبد الجليل، في تصريحات ل"صدى البلد"، إنه "لا يجوز أيضا استعمال الدين وكلام الله في المظاهرات السياسية أو الأمور الدنيوية بصفة عامة". وطالب أجهزة الدولة باتخاذ الإجراءات اللازمة ضد هذه الدعوات بما يحفظ حق الدولة وتجنب الفتن، التي قد تنجم عن هذه الدعوات. وأبدى الدكتور إبراهيم نجم- مستشار مفتي الجمهورية- اعتراضه على أسلوب المساومة السياسية الذي تحاول بعض التيارات المحسوبة على الإسلام السياسي الزج بفصيل من المصريين في أتونه، رغبة في مكاسب سياسية "يستحيل تحقيقها". ووصف نجم في تصريحات صحفية الدعوة التي أطلقها بعض الأشخاص برفع المصاحف يوم 28 نوفمبر الحالي بأنها تكشف عن عقم فكري وشطط في الاستدلال والنتائج، كما أن تلك الدعوة تناقض سنن السلوك المصري الذي لا يلتفت للخلف، ولا ينظر إليه سوى للعبرة واستلهام القوة الدافعة للبناء المستقبلي، ووصف دعوة تظاهرات المصاحف بأنها دعوة مشبوهة وخلط صريح بين الدين وأغراض سياسية، وردة تاريخية إلى أساليب أثارت لغطًا تاريخيًّا في فترة ظهور الخوارج. وشدد مستشار المفتي على أن مثل هذه الأفعال لن يجني فاعلوها من ورائها سوى كره ومقت المجتمع لهم ولأفعالهم، مشددًا على أن واجب الوقت الآن هو التكاتف والتعاون في قضايا البناء والتنمية. وحذر نجم التيارات التي تدعي الانتماء للإسلام من اللجوء إلى الشعارات الدينية من أجل مكاسب سياسية رخيصة، مشددًا في الوقت ذاته على أن الدستور والقانون يكفلان حرية الرأي الملتزمة والمنضبطة والبعيدة عن استدعاء تعاليم الدين السامية في الحراك السياسي والحزبي.