"فاو": - أكثر من نصف سكان العالم يعانون من سوء التغذية - "الشرق الأوسط" ثاني منطقة في العالم تعانى سوء التغذية - مصر من بين أعلى 5 دول في نسبة المصابين بالسمنة على مستوى العالم - 165 مليون طفل يعانون من التقزم بسبب سوء التغذية.. و2 مليار يعانون من نقص الفيتامينات أكدت منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن "سوء التغذية" يشكل واحدا من أكبر التحديات الدولية لان أكثر من نصف سكان العالم يعانون من سوء التغذية بما فيه منطقة الشرق الأوسط التي تعد ثاني منطقة بالعالم في هذا الترتيب رغم التقدم الذي تحقق في مجال كميات السعرات الحرارية التي يحصل عليها المواطن خلال العقود الأخيرة. جاء ذلك في ورشة عمل نظمها المكتب الإقليمي لمنظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (فاو) بالقاهرة اليوم "الخميس" بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية حول "التغذية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" وذلك بمناسبة قرب انعقاد المؤتمر الدولي الثاني للتغذية المزمع عقده بمقر الفاو في العاصمة الإيطالية روما خلال الفترة من 19 – 21 نوفمبر الجاري. ونوه عبد السلام ولد أحمد المدير الإقليمي ل"فاو" بالقاهرة ، إلى أهمية انعقاد هذا المؤتمر في هذا التوقيت، موضحا أن سوء التغذية يشكل واحدا من أشد الأخطار المسلطة على صحة الأفراد وعافيتهم، مما يؤكد أهمية تضافر الجهود في كل القطاعات : الزراعة والصناعة والصحة والتعليم.. وكذلك على المستوى الإقليمي والدولي لاتخاذ القرارات المناسبة ووضع خطة وبرنامج عمل في إطار زمني محدد لمحاربة سوء التغذية. وأشار ولد أحمد إلى أن 155 دولة وأكثر من 80 وزيرا يشاركون في هذا المؤتمر من بينهم 11 وزيرا من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ونبه المدير الإقليمي ل"فاو" إلى أن العالم لا يعانى من مشكلة نقص الغذاء ، حيث أن معدلات الإنتاج الزراعي والأغذية كافية، ولكن هناك هدرا كبيرا للطعام يصل في منطقتنا لنحو 20% ، داعيا إلى ضرورة دعم الزراعة الأسرية في المنطقة من أجل رعاية صغار الفلاحين وتوفير فرص العمل والغذاء لهم. وكشف ولد أحمد إلى أن سوء التغذية تتمخض عن تكاليف غير مقبولة صحيا، واجتماعيا ، واقتصاديا، خصوصا على النساء والأطفال والمسنين، ومن المنظور الأوسع نطاقا على الأسر والمجتمعات أيضا. ونظرا لتأثيرها الضار على النمو البدني وقدرات الإدراك في الإنسان، فإنها تنعكس سلبيا بالتالي على الإنتاجية والنمو الاقتصادي. وأضاف أن تحسين التغذية، وضمان حق كل شخص في النظام الغذائي الصحي، ليس مسؤولية الفرد وحده حيث تمثل التغذية قضية عمومية الطابع يجب معالجتها في المقام الأول من قبل الحكومات، وبالتعاون مع أصحاب الشأن الآخرين، بما في ذلك المجتمع المدني والقطاع الخاص والأوساط الأكاديمية. من جانبها قالت دكتورة هيفاء ماضي الخبيرة بمنظمة الصحة العالمية ، إن المؤتمر العالمي المزمع عقده قريبا في روما (مقر منظمة فاو) سيكون الأول من نوعه حصريا في مجال التغذية في القرن 21 ، وسيكون لتوصياته صدى كبير على صعيد الاستثمار في مجال التغذية الذي لا يشكل جانبا أخلاقيا فحسب ولكن اقتصادي أيضا حيث أن كل دولار ينفق في تحسين مستوى الغذاء للفرد يدر عائدا يبلغ 10 دولارات سواء بصورة مباشرة في زيادة قدرات الفرد الإنتاجية أو غير مباشر في توفير النفقات الباهظة على علاج الأمراض الناجمة عن سوء التغذية. واستغربت هيفاء حرص العالم على إنفاق مليارات الدولارات في علاج العديد من الأمراض التي كان بالإمكان إنفاق اقل منها في توفير غذاء صحي يقي من هذه الأمراض. وكشفت أن 50% من وفيات الأطفال في إقليم الشرق الأدني وشمال أفريقيا بسبب سوء التغذية ، فضلا عن ارتفاع نسبة التقزم بين الأطفال الذين يبقون على قيد الحياة وأمراض النحافة والهزال، كما أن نحو 45% من النساء بالمنطقة يعانين من الأنيميا (فقر الدم) الناجمة عن سوء التغذية. ونبهت دكتورة فاطمة هاشم الخبيرة بالفاو إلى أن "السمنة" من أمراض سوء التغذية، وبينما تبلغ النسبة 12% على مستوى العالم فإنها في منطقتنا ترتفع إلى 40% وإلى أكثر من 80% بين السيدات ، وتعد مصر من بين 5 دول في المنطقة الأعلى في نسبة المصابين بالسمنة على مستوى العالم. وحذرت هاشم من ارتفاع نسبة استهلاك الدهون غير الصحية في المنطقة وخاصة منطقة الخليج التي تراجع فيها استهلاك "زيت الزيتون" لحساب أنواع أخرى من الزيوت والمواد الدهنية التي تسبب السمنة والكولسترول . وأشار دكتور أيوب الجوادي الخبير بمنظمة الصحة العالمية إلى أن 165 مليون طفل يعانون من التقزم بسبب سوء التغذية و2 مليار يعانون من نقص الفيتامينات. وشدد على أهمية توفير الغذاء الصحي خاصة للأطفال والرضع لأنها تؤثر على نمو العقل وتكوين الأجهزة المهمة كالجهاز العظمي والعصبي. وأعرب الجوادي عن أمله في أن يتمخض مؤتمر التغذية العالمي المقبل عن نتائج هامة في سبيل إلزام الدول بتنفيذ تعهداتها (أمام جمعية الصحة العالمية) بشأن تخفيض أمراض سوء التغذية بين الأطفال مثل الأنيميا بنسبة 50% والتقزم بنسبة 40% ونقص النمو بنسبة 30%. كانت "فاو" قد أصدرت بيانا أكدت فيه أن انعقاد هذا المؤتمر العالمي لبحث قضايا التغذية هو من المتطلبات الضرورية لقطع التزام سياسي رفيع المستوى بهدف القضاء على جميع أشكال سوء التغذية. وقالت "فاو" إن القطاعات الرئيسية كالغذاء ، الزراعة ، الصحة ، المياه ، الصرف الصحي ، الضمان الاجتماعي ، العمالة ، التعليم تحتاج إلى التعاون فيما بينها لضمان وضع سياسات متسقة للنهوض بالتغذية في خدمة نحو 3 مليارات نسمة في جميع أنحاء المعمورة.