في المقدمة لابد أن نشكر كل دولة أرسلت مندوبيها لما سُمّي بالقمة العربية بتمثيل ضعيف ، وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية ودولة قطر ، العزيزتين المُحبتين للشعب السوري ، ومثلهما أمير دولة الكويت الشيخ صُباح السالم الصباح الذي اضطر للمجيء لبواعث عدم قطع الشعرة ، ورسائل أخرى نتفهمها بعد انقطاع ل 22 سنة ولا نُريد الخوض فيها ، ومعظم الدول الأخرى المهمة أرسلت مندوبين بمستويات متدنية ومختلفة ، بينما الرئيس التونسي المرزوقي المتشوق لحضور ولو قمّة قبل رحيله نتفهم لقضية مجيئه ولو على حمار أعرج ، والسيد عبد الجليل ليبيا الذي نُكن له كل الاحترام والتقدير ، ولكن أن يتكلم المرزوقي بما ليس له فيه شأن فهذا غير مسموح ، من رفضه للتدخل العسكري وتسليح الجيش السوري الحر للدفاع عن الأعراض والمواطنين والوطن ، فهذا نعتقده خطا أحمر لاينبغي له ولا لغيره التدخل فيه ، وأهل مكّة أدرى بما يُريدون ، ولأن مثل هكذا مواقف تُشجع المجرم بشار لارتكاب المزيد من المذابح وحروب الإبادة كما هو حاصل اليوم ، وبالطبع كان من جملة المشاركين كزعماء لدول من جاء يطلب المساعدة ، ودول أخرى هزيلة بالأساس ولا وزن لها ، ومن ضمن من حضر الرئيس اللبناني المسلوب الإرادة من عصابات حزب الله ، وهو مضطر للحضور بضغوط سياسية ، وكان الغائب الأكبر طرزان سورية ومسخرتها البطة بشار – نسبة للوصف الذي أطلقته عليه عشيقته هديل العلي – الذي كان يُبطبط – صوت البطة هكذا يًطلق عليه – من دمشق بأن القمّة لولاه لاتكون قمّة ، ومع أنها لم تكن بالمعنى الصحيح قمّة ، ولكن كانت من دونه ، ولكنها كانت بما يُشبه لقاء للعلاقات العامّة للمافيات القديمة الجديدة ، إذ لم تستطع بعض الدول مواكبة ثورات الربيع العربي كالعراق على الخصوص ، الذي يُحاول أن يُغير جلده ، وإذا بعورته تبدو للعيان ، وحقيقته تطفو أنه يديره عربيد ، ويحكمه زعيم عصابات مافياوية ، ودكتاتوره الجديد مُشتبك مع كل القوى السياسية ، وقد أوصلها معه الى حافة الهاوية ، ليضطرها مرغمة الى التنادي لتقسيم البلاد ، خدمة لأنجاس بني فارس ، هذا الخسيس الذي جاء على الدبابة الأمريكية ولم تكن تستدعي الضرورة ذلك ، ولم يكن مستوى الذبح بما يجري على الأرض السورية موجودا في العراق ، حتّى أنّ ملاليه في قم أيدت ذلك ، وهو اليوم يستبعد كل القوى التي اشتغلت ليكون عراقاً جديداً ، فصار عراقاً مافاوياً ، قائما على المليشيات ، ومُحتلاً من قبل إيران ، ولذلك أراد هذه القمة ليعمل على محاصرة الشعب السوري ، والضغط على المعارضة لترضى بالحل الاستسلامي السلمي ، لبقاء بشار الذي رهن الوطن والشعب لرغبات ونزوات إيران وطموحاتها في المنطقة ، وهي تُجاهر بدعمه الى النهاية ، بينما أشاوسنا العرب يتبجح بعضهم بالرفض للدعم الذي يطلبه شعبنا المذبوح ، وليس أقل من التسليح العسكري على أقل تقدير وكُلنا يعلم أنَ هذه القمة لاقيمة لها البتة ، وخاصة وهي تُعقد في مثل هذه الظروف ، وتفجيرات هائلة تجري في العراق ، ومع ذلك أصرّ مالكها لدواعي كيدية ، بغية نقل الرئاسة من قطر إلى إيران عفواً العراق ، لاستكمال دوائر التآمر ، والمالكي يُبشرنا من خلالها باستعداده للوقوف الى جانب أي دولة تتعرض لمشكلات سياسية وأمنية واقتصادية ، وبالطبع بالاعتماد على المال الحلال الإيراني وأمنيات الحرس الثوري ومليشياته التابعة لملالي قم ، ومع ذلك كله ، كان بطتنا بعيداً - والأصل بطنا ، ولكن عشيقة بشار من أنثته وحذفت منه الذكورة – وهم في هذه القمّة ينتفون ريشه ريشة ريشة ، على طريقة بنحبك والا ما بنحبك ، نُنحيه أولا ننحيه ، دعوتموه أم لم تدعونه ، ليتبين أن هناك إجماعا أن يبقى في جحره كالقرد المضروب من صاحبه ، وهو يُستعرض في هذه القمّة كتافه غائب ، بينما أبواقه تستعرض على فضائيات مخلوفه رامي تاريخ الجامعة العربية التي لم تغب عنها سورية ولا مرّة ، ولصهم القاتل السفاح بشار ، المنبوذ من شعبنا السوري العظيم ، ومن بني العروبة والعالم أجمع يؤكل لحمه ، ويُستهزئ به من البعض ، وهم لاحول لهم في الدفاع عن إلههم ، بينما سورية كدولة وشعب ، لم يغيبان عن القمة رغم أنف المالكي والإيراني ، بفضل تضحيات وبطولات شعبنا السوري العظيم ، وسيبقى بلدنا متصدرا للأحداث إلى أن يسقط بشار وحثالاته ، ويُشرق فجر الحرية. أخيراً : ومع أن القرارات بالشأن العام العربي كانت توافقية على طريقة " حكّلي لأحكلك " وبالشأن السوري كانت مُضحكة وهزيلة وفارغة من أي معنى ومضمون ، والقضية السورية هي بالأساس خارج مجلسهم عند المجتمع الدولي ، لكنهم أبوا إلا أن يُدلو بدلوهم ، من باب الحفاظ على ماء الوجه ، تحت دواعي الحرص على سورية ظاهره الرحمة ، ونيلاً من شعبنا السوري ، تحت حجّة التخوف على البلد ، فلم يرحموا ، ولم يُريدوا أن تتنزل رحمة الله ، بغية منع دعم الشعب السوري بالسلاح ليدافع عن نفسه ، لتكشف اللثام عن وجوه اللئام الذين لم يمدوا شعبنا السوري على مدار العام حتى بالإعلام ، ولتكون المواقف الأوربية مُتقدمة عمّن حضروا من الزعماء ماعدا الكويت العزيزة ، ولم يستحوا ليُشيروا إلى عمق مأساة شعبنا السوري ، ومليون مُهجر بحاجة إلى المساعدات الإنسانية ، عدا عن تهديم المدن والبلدات ، وقتل وجرح وأسر مئات الآلاف من شباب وشيوخ ونساء سورية ، واغتصاب الحرائر وضرب بابا عمرو بأسلحة محرمة منعت إلى الآن أي لجنة دولية من الوصول للحي المذكور ، بغية مسح مسرح الجريمة ، لتكون الحقيقة المرّة لهذه القمّة الرقص ، مادام ربها داقاً للطبل ، والله أكبر والنصر لشعبنا السوري العظيم ، نائب رئيس الهيئة الإستشارية لتنسيقية الثورة السورية في مصر