أدانت جامعة الدول العربية اليوم الأربعاء، الإجراءات القمعية الإسرائيلية المتواصلة في الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة، خاصة الاستيطان وتهويد القدس، واستمرار الحصار على غزة. وقالت الجامعة في بيان صدر بمناسبة ذكرى يوم الأرض الذي يوافق الثلاثين من مارس كل عام، إن مواصلة إسرائيل تصعيد سياساتها الاستيطانية والاحتلالية في الأراضي المحتلة عام 1967 بإقامة مستوطنات جديدة أو توسيع المستوطنات القائمة، ومحاولة إضفاء صفة الشرعية عليها هو انتهاك صارخ لجميع قرارات الشرعية الدولية ومبادئها الثابتة. وندد البيان باستمرار إسرائيل في بناء جدار الفصل العنصري، والذي سيبتلع حين الانتهاء منه مساحة 22 % من الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، مؤكدة بأن ذلك يشكل تحديا آخرا للمجتمع الدولي ولفتوى محكمة العدل الدولية بعدم مشروعية بناء الجدار. وأضاف أنه في هذا اليوم، الذي أصبح رمزاً للصمود الفلسطيني والتشبث بالأرض، فإنها توجه تحية إعزاز للنضال البطولي للشعب الفلسطيني في كل مكان لتمسكه بأرضه وتشبثه بها، وما قدمه من تضحيات جسام وشهداء وجرحى وأسرى في سبيل وطنه وأرضه، واستقلاله الوطني وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة. وطالبت المجتمع الدولي وخاصة الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي واللجنة الرباعية الدولية والمنظمات الدولية والإنسانية ذات الصلة، بالتحرك للضغط على إسرائيل لإنهاء احتلالها العسكري والاستيطاني للأراضي الفلسطينيةالمحتلة، والتوقف عن ممارساتها التي تدمر الجهود السلمية المبذولة، ومحاولتها فرض سياسة الأمر الواقع على الأرض، وتجعل من السلام وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة حلماً بعدي المنال، وتهدد السلم والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والعالم. وأوضحت الجامعة في البيان أن يوم الأرض بات عنوانا للنضال الطويل والمستمر للحفاظ على الحقوق والممتلكات والأراضي الفلسطينية، وأنها تمثل رمزا لهبة الشعب الفلسطيني في جميع المدن والقرى والتجمعات العربية في الأراضي المحتلة عام 1948، ضد السياسات والقوانين والإرهاب والقمع والتمييز العنصري، وعمليات اغتصاب الأراضي وهدم القرى، التي فرضتها وتمارسها إسرائيل منذ إنشاءها ليس فقط على فلسطيني 1948، ولكن على كامل الأراضي الفلسطينيةالمحتلة. وأضاف البيان: "يأتي يوم الأرض لهذا العام 2012 ليشهد تنظيم مسيرات سلمية في أكثر من 64 دولة عربية وإسلامية وأجنبية، سيشارك فيها ملايين الأشخاص المؤيدين والمؤمنين بعدالة القضية الفلسطينية، وللتأكيد على الدعم العالمي والعربي الشعبي للقضية الفلسطينية، ورفض الانتهاكات والاستيطان والتهويد الذي تتبعه حكومة الاحتلال الإسرائيلي في كافة الأراضي الفلسطينيةالمحتلة وخاصة مدينة القدسالمحتلة. وأشار إلى إعلان أكثر من 700 مؤسسة من 64 دولة في خمس قارات مساهمتها بشكل مباشر أو غير مباشر في دعم هذه المسيرات السلمية، وأن منظمات التضامن الدولية ومؤسسات المجتمع المدني أكدت دعمها غير المحدود للقضية الفلسطينية ومشاركتها في إحياء يوم الأرض تأكيداً منها على رفض السياسات العنصرية الإسرائيلية وعلى الخطر الحقيقي الذي يهدد القدسوفلسطين. وذكر أن السبب المباشر لانتفاضة وهبة الشعب الفلسطيني في يوم الأرض 30/3/1976 ضد قيام سلطات الاحتلال الإسرائيلي بمصادرة نحو 21 ألف دونماً من أراضي "عرابة وسخنين ودير حنا وعرب السواعد" وغيرها من أراضي فلسطين عام 1948م، لتخصيصها للمستوطنات الصهيونية في سياق مخطط تهويد الجليل، والذي أدى إلى استشهاد ستة فلسطينيين إضافة إلى مئات الجرحى والمصابين واعتقال الآلاف، والذي لازال مستمراً. وأكدت أن الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة تجاه الشعب الفلسطيني وحقوقه والدعوات العنصرية المتطرفة، وحزمة القوانين التي يصدرها الكنيست الإسرائيلي، لحرمان فلسطيني 1948 من أملاكهم وأراضيهم وحقوقهم لإجبارهم على ترك أملاكهم، هي مخالفة صريحة للشرعية الدولية وللقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، والاتفاقيات الدولية وخاصة اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 الخاصة بحماية المدنيين في أوقات الحرب. وقالت: هذا ما يحمل المجتمع الدولي مسؤولية قانونية وأدبية وأخلاقية لضرورة التحرك والتصدي لهذه الانتهاكات والممارسات العنصرية ضد الشعب الفلسطيني.