أستاذ عقيدة: تغيير الأخلاق الذميمة والبعد عن السلبية هجرة إلى الله أستاذ الشريعة: الصحابة تفانوا فى حب دينهم.. والرسول رسخ مبدأ الإيثار "الجندي": حب الوطن نصرة لدين الله.. والمجتمع الفاضل تطبيق عملى للهجرة النبوية كانت الهجرة النبوية انطلاقة جديدة لبناء دولة الإسلام وإعزازاً لدين الله تعالى والدروس المستفادة منها لا تنتهي ولا ينقطع مداها، حيث أشار علماء الأزهر إلى بعض الدروس التي نستطيع من خلالها تطبيق الهجرة في عصرنا الحاضر. وقالت الدكتورة إلهام شاهين، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، إن الهجرة لها معانٍ كثيرة منها: هجرة الذنوب والمعاصى وهجرة فعل السيئات وهجرة السلبية نحو مجتمعنا. وأضافت شاهين ل" صدى البلد"، أن الهجرة من بلد لآخر كانت قديما للفرار بالدين لعبادة الله تعالى فى أمان أما الآن فعبادة الله متاحة للجميع، ولايوجد أحد رقيب على العبادة، مؤكدةً على أن الصفات السيئة والأخلاق الذميمة هى أول هجرة لابد على الإنسان أن يبدأ بها وأن يبدأ بنفسه أولاً مستشهدة بقوله تعالى "إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِم". وأوضحت أن تغيير المساوئ التى نعيشها فى حياتنا الآن تعتبر هجرة إلى الله تعالى، مشيرة إلى أنه لابد علينا أن نصلح من أنفسنا ومن طريقنا الذى نسلكه فى هذه الحياة من بعد عن الدين وهجر القرآن والتمسك بالأخلاق الحسنة حتى نكون من المهاجرين الى الله. وفي السياق ذاته قال الدكتور عبد الفتاح إدريس أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، إن الهجرة النبوية يستفاد منها الكثير فى وقتنا الحالى منها، حب المسلمين للإسلام، وتفانيهم فى سبيل دينهم حتى أن "صهيب الرومى"، وهو أحد الصحابة قد ترك ماله، وتنازل عنه بالكامل لقريش حتى يخلوا بينه وبين الهجرة للمدينة. وأشار إدريس إلى أن أهم ما يستفاد من الهجرة النبوية هى إيثار النبى (صلى الله عليه وسلم) الناس على نفسه فإنه لما أراد أن "يحلب شاة" أم معبد الخزاعية اعطاها الإناء أولاً لتشرب ثم أعطاه لأبى بكر ثم أعطاه لعبد الله بن أريقط ثم شرب النبى بعد ذلك، لافتاً إلى أن أم معبد وعبد الله بن أريقط كانا كافرين ورغم ذلك فقد آثارهما النبى على نفسه. ونبه على أن الهجرة النبوية كانت تهدف لإقامة دولة تحكم بشرع الله ويسود فيها الإسلام فى جميع جوانب الحياة بداية من وثيقة المدينة إلى المعاملات والأخلاقيات الحميدة التى كانوا يمارسونها فى مدينة رسول الله. من جانبه ، قال المفكر الإسلامي الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية ، إن الاستفادة من الهجرة النبوية فى وقتنا الحاضر تتمثل فى أخذ الدروس والعبر التى كان عليها الرسول "ص" ونستدعيها مرة أخرى، مشيراً إلى أنه يجب علينا ألا نجعل الاستفادة من هذه الذكرى العظيمة بالكلمات والاشادة بالعبارات فقط. وبين الجندى ، أن على المسلمين أن يطبقوا منهج الرحلة النبوية فى حياتنا لبناء مجتمع فاضل ودولة قوية تتقدم على غيرها من الدول، مؤكداً أنه لابد من أن نتخلص من أمراضنا الاجتماعية خصوصاً الأخلاقية التى تدنت فى الفترة الاخيرة والتحلي بالمبادئ العظيمة التي أقرتها الهجرة النبوية من الأخوة والمساواة التى جاءت بها السنة الشريفة. ولفت عضو مجمع البحوث الإسلامية أنه علينا أن نتخذ الهجرة النبوية خطة ومنهجاً لسلوكنا بانتمائنا لوطننا لأن حب الوطن هو نصرة لدين الله فى الأرض، مضيفاً أنه ينبغي علينا أن نجعل نصرة الوطن واقعاً حيا فى حياتنا وهذا يعد أبلغ درس وعظة من هجرة النبى (صلى الله عليه وسلم).