إن كان الرئيس السابق مبارك قد خاطب منتقدي نتائج مجلس الشعب ومعارضيه بدم خفيف ولهجة يملؤها الود " خلوهم يتسلوا" فإن الجماعة التي تخيلت أنها استولت على مقادير المصريين ب10ملايين صوت جنتها بعد رحلة لهاث استمرت 80 عاماً خلف السلطة خاطبت المصريين بعد اختيارها لجنة تأسيسية الدستور وفق مزاجها بذات الجملة محدثة تغييراً بسيطاً "خلوهم يتشلوا" . بالفعل أرادت الجماعة أن تصيب المتابعين لسلوكها السياسي غير المحترم بالشلل وهذا ليس بمستبعد فقد دأبت على اتخاذ القرارات المرتعشة والنكوص عنها وسبق أن أكدت أنها لن تطرح مرشحاً رئاسياً وأنها لن تؤيد مرشحاً إسلامياً وسبق لها الإعلان عن أنها ستحرص على الإجماع الوطني عند اختيار أعضاء لجنة الدستور وأيضاً تراجعت وغاب ضميرها عند التنفيذ ،وليس ببعيد عن الذاكرة إعلانها عن إعادة هيكلة الداخلية وتسريح 3000 ضابط و سحب الثقة من الجنزوري وتغيير القيادات الصحفية والقصاص للشهداء وكشف مؤامرة بورسعيد و..و...و.. لكن الكذب السياسي وسلوك اللص الذي يشتت انتباه ضحيته وهو يسرقها غلب على قادة الجماعة التي بدأت تشعر أنها اشترت التروماى وأنه اضحك عليها وأن ضحيتها تدرك سلوكها تماما وتنتظر أن تقبض عليها متلبسة. وبالفعل ضبطت الجماعة متلبسة بتهمة استلطاخ المصريين وتعميمهم -أي إلبساهم العمة- ولا مؤاخذة وتشهر في وجهنا في كل جرائمها فزاعة الأكثرية التي يبدو أنها ستكون ذنباً لايغتفر لملايين توسمت فيهم الصدق. ومن بين الأسماء التي ضمتها اللجنة المطبوخة في المطبخ الإخواني نائب لفظه أهل دائرته ليرسب في انتخابات الشعب الأخيرة بذلت الجماعة كل جهدها لإنجاحه وهو د.محمد إبراهيم يسري الذي أنهى حلمه التوسعي النائب مصطفى النجار لتختار الجماعة النائب الراسب وطبعا تحت شعار "خليهم يتشلوا". أيضا تجاهلت القائمة المختارة رئيس اتحاد طلاب مصر المنتخب لتختار قريباً لأحد قيادييها لمجرد أنه إخواني؟! كما اختارت اللجنة لزوم الحبكة رؤساء النقابات الذين ساندتهم وحشدت لهم ليفوزوا بمناصبهم والظاهر أنهم يمثلون مهنييهم لكن الحقيقة هم يمثلون الجماعة بالوكالة. أي ضمائر خربة تلك التي ترسم مستقبل مصر ..كيف يتجرأون على المصريين ويتصورون أنهم أغبياء، وحسنا فعل هؤلاء المنسحبون الذين انضموا إلى الشعب المصري وانحازوا إليه في احتقارهم هذه اللجنة المزيفة لإرادة المصريين ليشطبوا أسماءهم من سجل التدليس والكذب السياسي الذي ثار عليه المصريون في 25 يناير. وأعاد العسكري ببيان التأديب وشد الودن الذي أرسل به الى الجماعة المسعورة سياسياً بعض التوازن للساحة التي تتصورها الجماعة مهيأة للمرح السياسي الآمن الذي تحاول ممارسته وبقي للشعب المصري أن يصدر القرار وينحاز لمصالحه .