طالب عدد من رموز وكتاب الصحافة والإعلام بالسودان، الإعلام المصري "الرسمي والمستقل" بضرورة التعاون سويا والتمسك بالمبادرة الكريمة التي وجهها الرئيسان المصري عبد الفتاح السيسي، والسوداني عمر البشير، بشأن التناول الإعلامي لعلاقات البلدين والشعبين والذي كان له انعكاسات سلبية على مسيرة وزخم تلك العلاقة التاريخية الوطيدة خلال الفترة الماضية. وأكدوا أن الإعلام والمفكرين والمثقفين والصحفيين بالبلدين مطالبون خلال الفترة الراهنة بالقيام بدورهم التاريخي والطليعي في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها شعوب الأمة العربية، والإصرار على التكاتف سويا لمنع المتربصين من رواد الفتن والمؤامرات الخارجية والداخلية من النيل من أزلية العلاقة بين شعبي وادي النيل في مصر والسودان. ورصدت وكالة أنباء الشرق الأوسط بالخرطوم، تداعيات الزيارة الناجحة التي قام بها الرئيس عمر البشير للقاهرة، والتي تعد وفقا للمراقبين السياسيين من أنجح الزيارات التي قام بها الرئيس البشير لمصر، والتي قال الرئيس البشير عنها "أنه زار مصر على مدى 25 عاما مرارا وتكرارا ولم يشعر بالراحة النفسية كما شعر بها في تلك الزيارة"، وانتاباني شعورا غامرا بصدق الرئيس السيسي وجدية توجيهاته". وقال البشير "أن اتفاقه مع الرئيس السيسي يبنى على أساس قوي لن تهزه رياح أو عواصف مهما كانت، مطالبا الإعلام بلعب دور إيجابي في دعم وتعزيز العلاقات بين البلدين. وأكد إعلاميو وصحفيو السودان- في مقالاتهم التحليلية لزيارة البشير للقاهرة - على الحفاوة والدفء اللذين استقبل بهما الرئيس عبد الفتاح السيسي شقيقه "البشير" والتي ستسهم في دفع العلاقات بين البلدين إلى آفاق أرحب خلال الفترة المقبلة، مشيرين إلى أن أهم نتائج الزيارة هي اتفاق الرئيسين على ترفيع اللجنة العليا لتكون برئاسة رئيسي البلدين، والاتفاق على إقامة منطقة حرة، وافتتاح الطريق البري الجديد شرق النيل في مارس المقبل. ودعا الصحفيون السودانيون، من خلال أعمدتهم ومقالاتهم، إلى تجنب إساءة بعض الإعلاميين والصحفيين في مصر عبر الفضائيات ضد رموز الحكم في السودان، مؤكدين أن ذلك لايؤدي إلى تطوير العلاقات بين الشعبين. وقالت صباح موسى في صحيفة "اليوم التالي" ل أ ش أ- أن الزيارة وصفها المراقبون بالناجحة، غير أنه صاحبها بعض اللغط الإعلامي الذي تعامل معه البعض بسجالات متبادلة بين البلدين كادت أن تفسد الأجواء، لولا انتباه الرئيسين البشير والسيسي لمآلات الأمور، وخرج الرئيسان في مؤتمرهما الصحفي برسالة واضحة للإعلام بأن ما يحدث لا يمكن أن يؤثر على ما تم الاتفاق عليه بين البلدين. بدوره وصف الكاتب الصحفي راشد عبد الرحيم، رئيس المجلس الأربعيني باتحاد الصحفيين كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، في المؤتمر الصحفي ب "القوية والثرية ذات المعاني والدلالات". ورصد رئيس مجلس الإدارة ورئيس تحرير صحيفة /أخبار اليوم/ أحمد البلال الطيب،- الذي رافق الرئيس البشير خلال زيارته للقاهرة- ما أسماه "مفاجآت" في القمة الرئاسية، شملت ترفيع اللجنة العليا المشتركة لتصبح برئاسة رئيسي البلدين، الاتفاق علي بحث إمكانية إعادة تجربة التكامل بين البلدين.. وتكوين لجنة مشتركة من البلدين لدراسة ميثاق التكامل السابق وإحيائه علي أسس تستجيب لتطلعات البلدين وأن تكون نموذجا للتعاون بين الدول العربية، وبحث هذا الأمر خلال اجتماع وزيرى خارجية البلدين بالخرطوم خلال الأيام المقبلة،. كما رصد اتفاق الرئيسين علي إعادة العلاقات بين البلدين لزخمها السابق، والالتزام الكامل بتعزيز العلاقات بدون أي سقف في كافة المجالات، بالإضافة إلى لقاء الرئيس البشير بمقر إقامته بقصر القبة حيث أقام معه داخل القصر جميع أعضاء الوفد المرافق والتقي برموز مصرية بارزة في حوار مغلق. من جانبه، قال سفير مصر بالخرطوم أسامة شلتوت أن الرئيسين "السيسي والبشير" اتفقا على مزيد من التنسيق في المواقف السياسية والدولية، كما تم الاتفاق بينهما حول توحيد الرؤى تجاه القضايا الإقليمية، مؤكدا أن ذلك يمثل ولأول مرة التقاء في الإرادة بين البلدين، مضيفا أن هناك إرادة حقيقية لدفع العلاقات الثائية بينهما إلى الأمام. و أضاف أن هذا الاجتماع خرج بتوصيات سوف تترجم إنتاجا على أرض الواقع في الأيام المقبلة من قبل الأجهزة التنفيذية، لافتا إلى أن السيسي والبشير اهتما بملفات التعاون المشترك والاستثمار، وأنهما لم يركزان على القضايا الخلافية بين البلدين، وذلك لتحقيق مزيد من التقدم في العلاقات. بدوره ، استبشر المستشار الإعلامي بالسفارة المصرية في الخرطوم عبد الرحمن عبد الفتاح ناصف، بزيارة الرئيس "البشير"، موضحا أن الزيارة التي قام بها الرئيس "السيسي" إلى الخرطوم في 27 يونيو الماضي، وكما ذكر أحد الكتاب السودانيين نجحت في رفع الحرج عن الحكومة السودانية، وفتح الباب واسعا أمام العلاقات بين البلدين بدعوة الرئيس "البشير" لزيارة القاهرة، والتي قوبلت بترحاب ودفء وود كبير عبر عنه الوفد الإعلامي الذي رافق الرئيس "البشير" في الزيارة. وعن حديث الرئيسين عن أهمية الإعلام ودوره في الحفاظ على العلاقات بين البلدين، قال المستشار الإعلامي، إن " حديث الرئيسين عن الإعلام يؤشر إلى إيمانهما بأهمية الدور الذي يقوم به الإعلام وضرورته في دفع العلاقات بين البلدين، والعبء الذي يقع على الإعلاميين في سبيل القيام بهذه المهمة التي تؤثر في وعي المواطن سلبا أو إيجابا، وهي مهمة تستحق منا جميعا دعم الإعلاميين وتسهيل مهامهم، وإيجاد السبل التي تحقق التواصل وتوضيح الصورة للإعلاميين. و فيما يتعلق ببعض ما يتم نشره من أخبار أو تقارير مغلوطة، هنا أو هناك، أوضح المستشار الإعلامي، أن الخاسر الأكبر من نشر مثل هذه المغالطات هو الإعلامي نفسه، والمنبر الذي يطل من خلاله على مواطنيه، صحيح أن هذه المغالطات تسئ لأشخاص، وقد تسمم الرأي العام لفترة، ولكن سرعان ما سيكتشف المواطن في شمال الوادي أو جنوبه حجم التضليل الذي وقع فيه، وهذا هو أقسى عقاب لا أتمناه كمستشار إعلامي لأي كاتب أو إعلامي، لأن المواطن سوف يعزف عمن اكتشف انه ضلله أو بث إليه معلومات غير صائبة. وأكد أنه ينبغي علينا كل في موقعه تبديد مثل هذه المغالطات، بأقصى سرعة، من خلال توفير المعلومة الصحيحة، وحتى هذه الأخيرة لن تتحقق إلا بالإعلام، وبالتعاون مع المؤسسات الإعلامية المختلفة هنا في السودان أو في مصر.