- "بيومي": تركيا لن تعارض تسليح الاكراد طويلا - "عبد القادر": أنقرة تخشى من تكوين امريكا حلف إقليمي جديد مع إيران والأكراد - "اسماعيل": أمريكا تعمدت الضغط على أنقرة بتسليحهم بات " تسليح " الأكراد هو الاستراتيجية الأمريكية الجديدة لمواجهة ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وهو ما أثار قلقا كبيرا لدى النظام التركى، حيث يخشى من سعي الأكراد لاستعادة مملكتهم ، مما دفعهم لرفض هذا الأمر بشدة معلناً أنه يضر بأمنها القومي وان على دول التحالف أن تبحث عن حلول أخرى. وحول مدى تدهو العلاقة التركية -الأمريكية وتعمد واشنطن في الضغط على أنقرة، أكد الدكتور محمد عبد القادر، المتخصص فى الشئون التركية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الاتفاقيات بين الولاياتالمتحدةوتركيا تتم في مناخ عام من عدم الثقة، مشيرا إلى أن أمريكا تشكك في نمط تركيا وعلاقتها بداعش، وعلى الجانب الآخر تركيا تخشى من سعي أمريكا لتكوين حليف إقليمي جديد مع إيران والاكراد على حسابها، لذا فهي تتخذ موقفا معارضا لتسليح الأكراد. وأكد عبد القادر أن هذه التوترات لا تعطي ضوءا حول انفراج العلاقة قريبا بين البلدين، مشيرا إلى أن تركيا استجابت نسبيا لبعض المطالب الأمريكية، كتمرير بعض الاكراد السوريين حاملي السلاح وقوات البشرمجة إلى كوباني للدفاع عنها، لكنها رفضت على الجانب الآخر أن تمرر السلاح للمقاتلين الاكراد أمام داعش عبر أراضيها. وتابع: "الموقف التركي المتردد دفع أمريكا إلى إسقاط حمولاتها من السلاح والمعدات للمقاتلين من الطائرات؛ مما أدى إلى سقوط بعضها في مناطق خطأ". وأشار عبد القادر إلى أن أمريكا تعي أن تركيا في مأزق؛ لأنها لا ترغب في العزلة على المستوى الدولي في ظل معاناتها منها على المستوى الإقليمي، وهي تستغل ذلك، لافتا إلى أن تركيا ستخسر كثيرا على المستوى الإقليمي والأمني حال استمرار الضغوط عليها من القوى الكردية التي تبدو متواطئة مع أمريكا لتهديد أمنها القومي. كما أكد الدكتور محمد صادق إسماعيل، مدير مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية، والخبير بالشأن التركي، أن مشكلة الأكراد ظلت تؤرق تركياوالعراق وسوريا على مدار سنوات، لافتا إلى أن الولاياتالمتحدة تعمدت الضغط على تركيا بتسليح الأكراد؛ بسبب المعلومات الواردة عن دعمها "داعش"، وأن عناصر التنظيم يتلقون تدريبهم على الأراضي التركية. وأضاف إسماعيل - في تصريحات خاصة ل "صدى البلد" - إن الولاياتالمتحدة ترى أن تسليح الأكراد هو الاستراتيجية المناسبة للقضاء على داعش بعدما تأكدت أن الضربات الجوية لن تكفي وحدها. وأشار اسماعيل، إلى ان امريكا ستفعل كل ما سيتطلبه الأمر حتي يقال إنها انتصرت على داعش، لافتا إلى أن ذلك يضع العلاقة بين البلدين في أوج أزمة جديدة في ظل خوف تركيا من امتلاك الأكراد قوة عسكرية يستطيعون بها تحقيق حلم دولتهم التي تقتطع جزءا من الاراضي التركية. وكشف إسماعيل، عن أن التوترات في العلاقة بين امريكاوتركيا لن تتجاوز التصريحات ولن ترتفع حتى للصدام الدبلوماسي، لافتا إلى ان كلا من البلدين ترك حدودها في التعامل مع الاخرى، وان تركيا ستظل حليفا قويا للولايات المتحدة في الشرق الاوسط . بينما قال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية سابقا، أن معارضة تركيا لمسألة تسليح الأكراد لن تدوم طويلا، لافتا إلى أن تركيا ستنتهي إلى تنفيذ ما تمليه عليها الولاياتالمتحدةالامريكية . وأضاف بيومي أن عضوية تركيا في الحلف الأطلنطي تجبرها على الموافقة على الإجراءات اللازمة للحرب على داعش . وأشار بيومي أن مسالة تسليح الاكراد، لا تخرج عن إطار المؤامرة الامريكية لتقسيم منطقة الشرق الأوسط، مشددا على انها تعلم جيدا حلم الاكراد في العراق وسوريا وتركيا بعودة مملكتهم القديمة . ولفت إلى أن العلاقة بين أمريكاوتركيا ليست سيئة كما يحب أن يصورها الإعلام المصري ، وان السياسة الخارجية تتسع للأخذ والرد، مشيرا إلى ان تركيا حتما ستجد وسيلة لتأمين نفسها.