اهتمت صحف السعودية بموضوع الإرهاب وسبل مكافحته. ومن جانبها، رأت صحيفة (الوطن) ضرورة تغيير تكتيك المواجهة ضد تنظيم داعش، مشيرة إلى أن التنظيم لم يتأثر كثيرا بالضربات الجوية. وقالت - فى افتتاحيتها بعنوان "تغيير التكتيك يختصر زمن القضاء على داعش" - إنه حين يصرح وزير الدفاع الأمريكي بأن الحرب ضد تنظيم داعش ستكون طويلة الأمد، فهو يستكمل سلسلة تصريحات مقاربة صدرت عن القيادة الأمريكية منذ بدء التحالف ضد داعش والإرهاب عامة، ومثل هذا الأمر يراه المتابعون تبريرا سلبيا لعدم القدرة على تخليص الناس من شرور داعش وما ماثله ضمن زمن تقديري مقبول". وأضافت "لذلك ليس من الخطأ تغيير تكتيك المواجهة مع داعش لتكون أكثر فاعلية وجدوى، فالواضح أن التنظيم الإرهابي لم يتأثر كثيرا بالضربات الجوية، وذلك تؤكده حالتان، هما: تقدمه أكثر باتجاه بغداد في العراق، وزيادة ضغطه للسيطرة على (عين العرب) في سوريا والمسماة (كوباني) لدى الأكراد، ودخوله إلى عمقها وسيطرته على مساحات كبيرة منها". وتابعت أن "من يقرأ الواقع في العراقوسوريا يجد أن الظروف على الأرض تخدم (داعش) فهو يتحصن بين المدنيين مما يجعل الضربات الجوية أكثر حذرا، وهو استفاد خلال مراحل تكوينه من هشاشة وإخفاق النظامين في العراقوسوريا ليهيمن على مناطق واسعة في الدولتين وربطها ببعضها، وسعى إلى احتلال منابع النفط في البلدين لتأمين تمويل لتغطية نفقاته. واستطردت الصحيفة "والأهم أن داعش وجد الساحة السورية مكانا مناسبا للتمركز وإعادة الانتشار، فالصراع بين النظام السوري والمعارضة المسلحة وتيارات أخرى ساعد في صناعة فوضى غير مسبوقة، مما سهل له الدخول كطرف أخذ يقوى تدريجيا ويستقطب المقاتلين من الخارج". من جانبها، وتحت عنوان "حروب الأديان.. وحروب التحرير"، قالت صحيفة (الرياض) إن "شعوبا كثيرة قاتلت من أجل استقلالها أو دفع الاحتلال عنها، ولكننا لا نجد التماثل الحقيقي بين حرب فيتنام التي تعد من الحروب الكبرى في صد أكبر جيش عالمي، وما جرى في أفغانستان، فالأولى تعد حرب تحرير، والأخرى حربا مقدسة رغم أن البلدين هزما أكبر قوتين في ذلك التاريخ، لكن النتائج مختلفة". وأضافت "فالفيتناميون تفرغوا لبناء وطنهم بعيدا عن تعميم ثورتهم أو نقلها للخارج في حين أن الأفغان أكدوها حرب أديان وكفر وإيمان، وظهر تعميم فكر طالبان والقاعدة اللذين ولدا تنظيمات إرهابية أخرى اقتحمت معظم الدول الإسلامية وانتقلت لغيرها".