ذكرت صحيفة (السفير) اللبنانية أن المجموعة التابعة لحزب الله التي نفذت عملية تفجير أمس ضد دورية إسرائيلية نجحت في اختراق كل «شبكات الأمان» الإسرائيلية التي تنتشر في منطقة زرع العبوة بمزارع شبعا اللبنانية المحتلة، والمصنفة بأنها منطقة استراتيجية يتوزع فيها عدد من المواقع المحمية برادارات وأجهزة رصد حراري . ونقلت الصحيفة عن مصدر مقرب من حزب الله قوله إن العملية تنطوي على رسائل متعددة موجهة للعدو الإسرائيلي، بعدما تمادى مؤخراً في انتهاك الخطين الأزرق والأحمر، وأهم هذه الرسائل هي إعادة تثبيت قواعد الاشتباك التي حاول الإسرائيليون أن يعبثوا بها ويغيروها من خلال زرعهم جهاز التنصت في عمق الأراضي اللبنانية في عدلون، ثم اللجوء إلى القتل المتعمّد لأحد أعضاء الحزب عندما بدأ بتفكيك جهاز التجسس، علماً بأنه كان بمقدور قوات الاحتلال أن تكتفي بتفجيره فور اكتشافه، لكنها تعمّدت الأذى. وأشارت الصحيفة إلى أن تنفيذ العملية أتى باسم مجموعة «الشهيد حسن علي حيدر» الذي سقط في عدلون ليؤكد هذا «المنحى الثأري» للعملية، على قاعدة : «دم بدم»، لافتة إلى أنه في الفترة الأخيرة تلاحقت الاعتداءات الإسرائيلية التي توزعت بين إطلاق النار على موقع للجيش اللبناني في جبل سدانة وبين استهداف رعاة ماشية في مزارع شبعا أو في محيطها، ما استوجب لجم هذه الانتهاكات الآخذة في التمادي. ورأت الصحيفة المقربة لحزب الله أن الحزب أعاد التأكيد مرة أخرى أنه لم ولن يضيّع البوصلة وأن الوجهة الأصلية لسلاحه كانت ولا تزال صوب إسرائيل، وحتى صراعه مع القوى التكفيرية ينظر إليه باعتباره الوجه الآخر للمعركة ضد العدو الإسرائيلي، لاسيما بعدما ثبت التواصل والتنسيق بين «النصرة» والاحتلال في الجولان، وصولاً إلى مزارع شبعا، حيث رصدت المقاومة مؤخراً تواجداً لبعض المجموعات المسلحة التكفيرية التي حظيت بضيافة مميزة من العدو وصلت إلى حد تقديم الوجبات الساخنة للمسلحين، وفق معلومات «حزب الله». ويعتقد الحزب أن هناك خيطاً يربط بين المواجهة التي حصلت قبل أيام على الحدود الشرقية وبين عملية أمس على الحدود الجنوبية، معتبراً أنه أمام وجهين لعدو واحد. وقالت الصحيفة إن الحزب أراد أن يبلغ قيادة الاحتلال أنها يجب ألا تظن أن انشغاله في هذا الظرف بمعركة شرسة مع التكفيريين يمكن أن يلهيه عن أولوية التصدّي للخطر الآتي من فلسطينالمحتلة، أو يمكن أن يشكل فرصة لتعديل قواعد الاشتباك، انطلاقاً من وهم أن المقاومة باتت عاجزة أو محشورة أومنخفضة الجهوزية، بفعل انخراطها في المواجهة ضد المجموعات المسلحة من سوريا إلى جرود السلسلة الشرقية. وأشارت إلى أن الحزب أعاد تذكير من يعنيه الأمر أن مزارع شبعا هي أرض لبنانية محتلة، ينبغي تحريرها بكل الوسائل المشروعة.