* "صدى البلد" يرصد أزمة المياه فى مصر فى الفترة الأخيرة * انقطاعات المياه تتكرر والمسئول دائما الكهرباء * صيف 2014 الأكثر انقطاعا.. معاناة يومية بأغلب المحافظات وقطع الخدمة 12 ساعة يوميا بقلب القاهرة رغم أن أكثر من 98% من المناطق المعمورة بالسكان فى مصر مغطاة بخدمة مياه الشرب، ورغم ارتفاع نسب التغطية فى جميع المحافظات، إلا أن الأعوام الأخيرة كشفت عن أزمة حقيقية فى مستوى الخدمة المقدمة من شركات المياه للمواطنين. وبدأ الأمر بمظاهرات العطش فى 2008 فى عدة محافظات، تبعها قطع المواطنين الطرق بين المحافظات والطريق الدائرى فى عدة مناطق بالقاهرة والجيزة بسبب المياه. وبعد تحديث وتطوير الشركة القابضة للمياه كما طلب المسئولون وقتها، تحسن الوضع نسبيا حتى قيام ثورة يناير التى كشفت عن تراجع كبير فى مستوى الخدمة المقدمة من الشركة القابضة للمياه وشركاتها التابعة بجميع أنحاء الجمهورية، خاصة مع تزامن ارتفاع أعداد المستهلكين وتوسعات البناء العشوائى بجميع المحافظات مع بدء أزمة الكهرباء التى شهدتها البلاد بشكل متواصل على مدى السنوات الأربع الأخيرة. وعانت بعض المناطق داخل القاهرة والجيزة أكثر من غيرها من مشكلة نقص المياه وانقطاعها لفترات طويلة تصل لعدة ساعات يوميا، أبرزها مناطق صفط اللبن وفيصل والهرم والقاهرة الجديدة وأكتوبر. وقامت الحكومة، ممثلة فى وزارة الإسكان، بتوفير حلول نسبية بعضها مؤقت للمناطق المتضررة، حيث تم عمل وصلة من خط إمبابة لتغذية مناطق إضافية بعد توسعة المحطة الرئيسية وزيادة طاقتها الإنتاجية، وهو ما ساعد فى تقليل المشكلة بمنطقة صفط اللبن بنسبة كبيرة، وكذلك تم افتتاح توسعات محطة مياه الشيخ زايد بطاقة إنتاجية تتجاوز 100 ألف متر مكعب يوميا لحل أزمة مدينة أكتوبر، وجار حاليا عمل خطوط ناقلة لحل مشكلة فيصل وهضبة الأهرام. أما القاهرة الجديدة، فرغم قيام الحكومة بإنشاء محطة عملاقة بتكلفة تقترب من 3 مليارات جنيه والتى كان من المقرر إنهاؤها فى 2010، وتعطل تنفيذها عدة مرات حتى أعلنت وزارة الإسكان نهاية العام الماضى أن الخطوط انتهت والمحطة وتتبقى فقط تجارب التشغيل المتعثرة منذ أكثر من 4 أشهر، فلم تعلن الدولة عن موعد افتتاح للمحطة حتى الآن رغم إسناد تشغيلها بناء على مناقصة أجراها جهاز القاهرة الجديدة لشركة خاصة بعيدا عن الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى. وتم حل مشكلة مدينة القاهرة الجديدة جزئيا برافع جديد ينقل نسبة من إنتاج محطة مياه العبور للمدينة لحل مشكلة العجز اليومى فى أطرافها التى كانت تعانى من انقطاع متواصل للمياه لفترات تتجاوز 12 ساعة. وأخيرا تعرضت قبل يومين منطقة مدينة نصر بالكامل لانقطاع متواصل فى خدمة مياه الشرب، وتعطلت عودة الخدمة للمواطنين لأكثر من يومين. وتلقى شركة مياه الشرب بمسئولية الانقطاع المتكرر للخدمة على انقطاع التيار الكهربى الذى يتسبب فى توقف محطاتها لفترات طويلة مما يتبعه انخفاض مستوى المياه فى الشبكات، وحتى تعود للعمل وتمتلئ الشبكات لتصل المياه للمنازل تحتاج لعدة ساعات، ورغم أن أغلب المحطات توجد بها مولدات ديزل، إلا أنها تحتاج للتجديد ولا تكفى إلا لعمل المحطات بنحو نصف طاقتها الإنتاجية ولفترة محدودة. ويفتح "صدى البلد" ملف الانقطاع المتكرر لخدمات مياه الشرب، خوفا من أن يصل ملف المياه لدرجة التدنى فى الخدمة التى أصبحنا نعانى منها فى ملف الكهرباء. وعلى مدى الأربع سنوات الأخيرة، كان الصيف الماضى الأكثر انقطاعا، حيث عانت أغلب مناطق القاهرة والجيزة ومعظم المحافظات من انقطاع يومى للخدمة بسبب انقطاع التيار الكهربائى المستمر، وهو الأمر الذى أساء استياء المواطنين، خاصة مع تأكيد مسئولى وزارة الإسكان خلال الأشهر الماضية على الصيف أن هناك استعدادات جيدة لمواجهة أزمة المياه.