للفنون.. أوجه عديدة وملامح كثيرة.. بعض من هذه الفنون مألوف ومعروف، وبعضها مجنون وغريب، ومع مرور السنين وتعاقب الزمن.. تبزغ مهارات ومواهب نادرة تتوالد معها فنون أخرى جديدة لم تعرف الحقب الإنسانية لها مثيلا من قبل. قبل أيام.. أيام قليلة.. ظهر في سماء الفنون فن جديد.. لحظة ميلاد هذا الفن.. شهدته جموع رؤساء الدول الأعضاء ومندوبوها في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.. الفن الجديد.. استساغه قلة من الحضور وأثنى عليه، في حين تملك شعور "القرف والغثيان" من عدد ليس بقليل من رؤساء الدول والجمهوريات، واعتبروا أن هذا الفن لا يدعو إلا إلى السخرية والاستهزاء من"صاحبه". الرئيس عبد الفتاح السيسي كان فى مقدمة الفريق الأخير.. آثر السيسى الخروج بهدوء من "المسرح".. آسف.. قاعة الجمعية اعتراضا ورفضا لهذا الفن "الهابط"، في نفس الوقت الذي شعر فيه غالبية المصريين - وأنا في مقدمتهم - برغبة ملحة وحثيثة في "التصفيق" بشدة على"قفا" هذا الفنان المبدع، الذي يحاول إحياء واحد من الفنون "العتيقة" والقديمة "البالية"، والتي تسببت على مر السنين في إضفاء "المزيد" من التخلف والرجعية لسياسات ومناهج أنظمتنا العربية!! طبقا لما تقتضيه خصال وفضائل الأمانة.. دعونا ننسب "الفضل" لأصحابه ونقول إن صاحب هذه المهارة النادرة والابتكار الفني الجديد هو "كوميديان" العرب الموهوب.. تميم بن كمثرى آسف.. بن رمان.. آسف خرشوف.. مانجو.. خوخ.. كاكا..هى فاكهة؟!!! آه.."موزة" تميم بن "موزة" بن حمد.. أمير دولة قطر!!!!! أظن أن هذه المقدمة المشوقة و"الطويلة" تليق ب"مكانة" هذا الأمير.. وبأهمية هذا "الحدث" الذي نرصد فيه خروج واحد من أهم فنون السياسة في العصر الحديث من رحم الغيب إلى أرض الواقع.. ألا وهو فن "الاستعباط السياسي"!!!! الأمير "خائب الذكر".. وجه - خلال كلمته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة بنيويورك - التحية ل"صمود الشعب الفلسطيني في غزة!!!!! وطالب "بن موزة" إسرائيل بأن تعي أن أمان واستقرار شعبها لن يتحقق إلا بالسلام، وأكد بن "جوافة" على ضرورة أن يجبر المجتمع الدولي إسرائيل على تنفيذ جميع التزاماتها الدولية!!! السيد الفاضل أمير قطر "مش عاجبه" على الإطلاق "صديقته" دولة إسرائيل!!! كل يوم مناورات عسكرية مشتركة مع دولة إسرائيل.. بروتوكولات واتفاقيات تعاون مع إسرائيل.. تبادل خبرات مع إسرائيل.. تحالف اقتصادي.. وأمني.. ونفطى.. واستراتيجي أيضا مع إسرائيل.. والأمير "الثائر" خارج علينا "ينتقد" دولة إسرائيل.. وسياسات دولة إسرائيل!!! لم يغفل أو ينسى بن "كاكا" – خلال كلمته - أن يذكر دول العالم بحقيقة تاريخية غاية في الأهمية "غابت وتغيب" عن المجتمع الدولي وهى أن القضية الفلسطينية "آخر" قضية استعمارية باقية!! دون أن يشير إلى أهمية هذه المعلومة "الخطيرة" في حل النزاع التاريخي للقضية "الفلسطرائيلية"!!! "زمبيل" دولة قطر.. أعلن أن "مأساة الشعب السوري تعد أحد التحديات العظمى في منطقة الشرق الأوسط"، وطالب بإنقاذ الشعب السوري الواقع بين كماشة الجماعات المتطرفة الإرهابية والنظام القمعي الذي يمارس إرهابه على الشعب دون أن يشير إلى أن "بلاده" إحدى المصادر الرئيسية ل"تمويل" هذه الجماعات الإرهابية!!!!! وطالب بن "بطيخة" المجتمع الدولي بضرورة مضاعفة الجهود لمواجهة ظاهرة الإرهاب، دون أن "يحيط" رؤساء الدول - الذين يستمعون إليه - علما بأن بلاده تمثل "المأوى والملاذ" للقيادات الإرهابية "الفارة" من بلادها!!! لابد أن نعترف أن "الاستعباط السياسي" هو فن جديد بالنسبة للدنيا كلها.. لكنه ليس بجديد "علينا" نحن سكان المنطقة العربية!! هذا الفن نعرفه – ويعرفه - العرب جيدا من قديم الأزل، خاصة خلال عصر "تمليح الرنجة"!! العصر الذي كان يحكمه الملك "الواطي"!! وهو الملك الأشهر قبل ميلاد "السلعوة"!! الملك الذي نجح "العلماء" في عهده في توحيد "الخسة مع الندالة" ليصير الملك "الواطى" حاملا وجامعا لتاج "الإمارتين" تحت لواء مملكة واحدة هى مملكة "النطاعة"!! وهى المملكة التي كانت تمثل "البذرة" والنواة لظهور وميلاد أول امبراطورية يغيب عنها "الدم"!!!!!