ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن الرأى العام فى إيران انصرف عن دعوات قادة البلاد للحصول على سلاح نووي ليحمى البلاد من التهديدات التى تواجهها، مشيرة إلى أن المجتمع الإيرانى يعتقد أنه فى حال امتلاك قادة إيران لأسلحة نووية لن يكونوا مختلفين كثيرًا عما هم عليه اليوم، غير أن هاجسهم الأول سيكون التمسك بالسلطة وعدم الاكتراث باستخدام السلاح النووي للقضاء على إسرائيل، فى إشارة إلى أنهم سيبقون خيار السلاح النووى للدفاع عن البلاد من التهديدات الخارجية. وقالت الصحيفة - فى معرض تعليقها على مساعى القوى الغربية لوقف البرنامج النووى المثير للجدل واوردته على موقعها الإلكترونى - إن النهج الذي تمارسه واشنطن يتعارض بشكل كبير مع النهج الذي الذي كانت تتبعه مع الدول التى كانت هناك شكوك حول سعيها لامتلاك سلاح نووي، لافتة إلى آراء كبير محللى وكالة الاستخابارات المركزية الامريكية "سي اي ايه" وضابط المخابرت الوطنية السابق فى منطقة شرق وجنوب آسيا باول بيلار الذي تولى مهام تقصي المعلومات حول أسلحة الدمار الشامل للرئيس العراقي صدام حسين، والذي اعتبر أن امتلاك إيران للقنبلة النووية قد لا يكون أمرا خطيرا كما يفترض معظم المحللين، غير أنه شدد على أن محاولة ضرب إيران لمنعها من الحصول على سلاح نووي ستكون "أكثر كلفة" من النجاحات التى قد تحرزها. وأشار بيلار، الذي يحاضر أيضًا بجامعة جورجتاون الأمريكية، إلى أنه على الرغم من كافة التصريحات العدائية والتهديدات الشرسة بشأن ضرب إيران، فان سيناريو امتلاك إيران لقنبلة نووية قد تم تحليله ودراسته بعناية بالفعل فى الولاياتالمتحدة، كاشفًا عن أن تلك الدراسات والتحليلات العميقة خلصت إلى أن قادة طهران قد يصبحون أكثر خطرًا فى المرتبة الأولى على دول الجوار فى المنطقة ومن ثم على الولاياتالمتحدة ومصالحها فى منطقة الشرق الأوسط. وحذر بيلار من أن هجوم على إيران سيكون بمثابة "هدية فورية" للسياسيين المتشددين الإيرانيين، فضلاً عن تأثير ذلك بالسلب على أسواق النفط العالمية ما سيؤدي إلى ارتفاع أسعاره بصورة قد تضر بالدول الأوروبية.