قال الدكتور محمد بكر إسماعيل أستاذ التفسير بجامعة الأزهر، إن الحج فريضة على كل مسلم لديه القدرة الماليه والبدنيه على أدائه مستشهدا بقوله تعالى "وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ" آل عمران: 97. وأضاف إسماعيل -فى كتابه "الفقه الواضح"-، أن كل مسلم يرجو الله واليوم الآخر يتمنى أن يكون حجه مبروراً وذنبه مغفور ولكنه قد لايعرف الشروط التى ينبغى أن تتوافر فى الحج المبرور وهو المقبول عند الله تعالى. وأوضح أن شروط الحج المقبول أن يكون المال الذى يحج به المسلم من الحلال الطيب فالله طيب لايقبل إلا بالطيب ،فسبحانه لايقبل رجاء من رجاه ولا دعاء من دعاه إلا إذا كان مطعمه وملبسه حلالا وغذى بالحلال. مستشهدا على ذلك بقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين ،فقال تعالى:"يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ" ، وقال تعالى:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ" ،ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يارب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب له" أى كيف يستجاب لذلك الرجل ومعاشه كله حرام. (رواه مسلم). وتابع: إنه لابد أن ينوى المسلم بحجه وجه الله تعالى ولا يقصد به رياء ولا سمعه، فإن الحج عبادة ينبغى أن تكون خالصةً لوجهه الكريم لقول الله تعالى "فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا" الكهف:110. ونوه بأن يتقى الحاج الله تعالى ما استطاع من وقت خروجه من بيته إلى أن يعود إليه فلا يتكلم إلا بخير ولا يفعل من الأفعال ما يتنافى مع هذه العبادة الجليلة ،فعليه أن يترك الرفث وهو القبح فى الأقوال والأفعال والنظر إلى النساء بشهوة والتفكير فى الجماع ،وأن لايقتل صيدا ولا يؤذى مسلماولا يخاصم أحدا ولا يجاد فى البيع والشراء. مستدلاً على ذلك بقول الله "الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ" البقرة:197 ،وقول رسوله(صلى الله عليه وسلم) "من حج ولم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه" رواه البخارى وغيره. ونصح بأنه يجب على الحاج أن يتوب إلى الله تعالى من ذنبه ويبادر برد المظالم إلى أصحابها أو يطلب منهم السماح فيها وأن يسترضى خصومه ويصفح عنهم ويطلب منهم أن يصفحوا عنه فربما لايعود إليهم.