قد يتعرض أحد منا،لأن يفاجأ بإصابة أحد المقربين له بالإدمان أو التعاطي،ويكون الأمر أشد صعوبة إذا تعرضت أم لهذه الصدمة. ويوضح الدكتور عبد الرحمن حماد مدير وحدة علاج الإدمان بمستشفي العباسية للصحة النفسية ، علي الأم التعامل بهدوء وحكمة لكي تحتوي الموقف ولا تنفره من البيت وتأخذ بيده تدريجيا ليستجيب للعلاج ويستشير طبيب وإذا تم الفشل في إقناعه رفض العلاج يمكن إجبارة وحجزه في المستشفي في حالة زيادة المشكلات الناتجه عن إدمانه كإعتدائه علي أهله أو تورطه في مشكلات قانونية. ويقول: لابد من التفرقة بين المدمن والمتعاطي فالأخير يكون تعاطيه إختياريا ولم يصل لمرحلة عدم التحكم في التناول بينما المدمن لا بد أن يأخذ جرعته بأي ثمن. وعن الأعراض التي يتسم بها الشخص المدمن يقول د.عبدالرحمن : التغير في سلوكه العام بالإنعزال عن الحياة الأسرية والإجتماعية تدريجيا والانصراف عن أصدقائه العاديين والاجتماع مع أصدقاء جدد يتعاطون معه،و حدوثإحمرار العينين وهزل في الجسم،والغياب عن المنزل لفترات طويلة ،إلى جانب عدم الانتظام في الحياة الدراسية وتراجع المستوى الدراسي. ويضيف هناك ملاحظات أخرى منها: إختفاء أشياء ومبالغ من المنزل، وكثرة المشاكل في المنزل لإصراره الحصول علي مبالغ مادية ضخمة ليصرف علي الإدمان لأنه أصبح لدية رغبة قهرية في تناول المخدر،وتوريط نفسه في مشاكل قد تصل لمشاكل قانونية في حالة مضاعفات التعاطي. ويضيف أخطر أنواع المدمنين هم الذين يتناولون كل أنواع المخدرات أي الشخص المتعدد التعاطي،ثم متعاطي الترامادول ثم الحشيش ثم الهيروين ، وتعتبر الخمور أشد أنواع المخدرات خطورة وكذلك تناول الهيروين عن طريق الحقن. ويؤثر إدمان الكحوليات إلي التأثير علي وظائف الكبد والكلي في الجسم والإصابة بفيروسات وقد تصل للإيدز كما يؤدي إدمان المثبطات (الحشيش والترامادول والهيروين ) إلي تغييب الوعي والتأثير علي وظائف المخ المعرفية والقدرة علي الحكم علي الأمور وإتخاذ القرارات وبطيء رد الفعل وفقدان الإحساس بالوقت والزمن وعدم الإحساس بالألم ، والإفراط في تناول الحشيش يحدث هلاوس سمعية وبصرية. وعن طرق العلاج الإدمان – أيا كانت المادة المخدرة - يوضح د.حماد أن علاقة بكمية المخدر في الجسم ، ونوعها ويكون قرار العلاج بالإتفاق مع المريض بعد خضوعة لجلسات تأهيل نفسي وعلاج سلوكي والمتابعة بعد إنتهاء كورس العلاج مع إتباع التحذيرات والإبتعاد عن ظروف الإدمان التي تعرض من قبل ، ونوضح له أن مرضه مزمن يأخذ وقت في العلاج وقابل للإنتكاس. أول جزء في العلاج يبدأ في تناول علاج دوائي لطرد السموم من الجسم وأدوية تعالج أعراض إنسحاب في مدة لا تجاوز 10 أيام ( كأدوية علاج الإسهال ، الإكتئاب ، الرشح ، الصداع ، ألم الجسم ) فوجود المخدرات في الدم لا يتجاوز إسبوعين.