يتناول أكثر من فيلم من الأفلام المعروضة في مهرجان البندقية السينمائي في دورته هذا العام، قضايا ذات صلة بالعالم العربي. فالفيلم الفرنسي "بعيدا عن البشر" الذي ينافس على جائزة المهرجان، والذي يقوم ببطولته النجم الأمريكي فيجو مورتنسن يتناول حقبة مهمة من التاريخ العربي الحديث وهي حرب التحرير الجزائرية وتحديدا عند انطلاقتها عام 1945. وتدور الأحداث حول مدرس أوروبي يدعى دارو "يقوم بدوره مورتنسن" يعيش في عزلة في قرية جزائرية صغيرة وبعيدا عن التفاعل مع السكان مكتفيا بوظيفته كمعلم للأطفال في مدرسة القرية الابتدائية. إلا أن حياة دارو الهادئة تنقلب رأسا على عقب حين يطلب منه، بوصفه فرنسيا وجنديا في قوات الاحتياط، أن يقوم بحراسة متهم جزائري يدعى محمد (يقوم بدوره الممثل الجزائري رضا كاتب) وإيصاله للمدينة لمحاكمته. يقبل دارو المهمة على مضض، ويبدأ رحلة محفوفة بالمخاطر مع محمد، فالثورة الجزائرية اندلعت لتوها والمعارك بين الثوار والقوات الفرنسية على أشدها. ويقدم الفيلم المناضلين الجزائريين بشكل إيجابي، ففي أحد المشاهد يقع دارو ومحمد في قبضة مجموعة منهم، ويتبين أن دارو حارب إلى جانب بعضهم خلال الحرب العالمية الثانية. ويعرض الفيلم في المقابل للأساليب القمعية التي انتهجها الاحتلال الفرنسي بحق الجزائريين، ففي مشهد آخر تطوق قوات فرنسية مجموعة من الثوار وتطالبهم بالاستسلام، وما أن يهم أحدهم برفع يديه حتى يعدمه الفرنسيون، الأمر الذي يصفه دارو ب"جريمة حرب". ومع الوقت تتوطد علاقة دارو ومحمد وتجمعهما صداقة فريدة من نوعها تتجاوز اختلاف الجنسية والديانة وعدم معرفة أحدهما بلغة الآخر. وخارج المسابقة الرسمية، وفي قسم اختيارات النقاد، يعرض الفيلم الفلسطيني "فيلا توما" للمخرجة سهى عراف. ويتناول الفيلم معضلة أسرة فلسطينية مسيحية توفى عائلها تاركا ورائه ثلاث فتيات يحاولن الحفاظ على مظهر الأسرة الأرستقراطي. إلا أن فتاة صغيرة تقتحم حياتهن فجأة وتجبرهم على إعادة النظر في الكثير من أمور الحياة. الفيلم من بطولة الممثلة والكاتبة الفلسطينية-الأمريكية شيرين دعبس التي عرفها الجمهور كمخرجة أيضا من خلال فيلمها المميز "أمريكا" الذي تناولت فيه حياة أسرة فلسطينية في الولاياتالمتحدة.