أكدت دراسة علمية أن استغلال مياه الصرف الصحى المعالج فى زراعة الغابات الشجرية فقط وإلقائها فى الصحراء، يمثل إهدارًا كبيرًا لثروة مائية لا تقدر بثمن وجريمة بمعنى الكلمة، وغيابًا كاملاً للرؤية فى كيفية الاستفادة منها وطمسًا متعمدًا لحقيقة إمكانية استغلالها فى زراعة جميع أنواع المحاصيل الغذائية بأمان كامل بل وإمكانية استخدامها كمياه للشرب دون أدنى ضرر بالإنسان كما يحدث فى جميع دول العالم وفى مقدمتها أمريكا ودول أوروبا واليابان، بشرط التعامل معها بصورة علمية أى معالجتها معالجة أولية وثنائية وثلاثية والتى لا تقارن تكلفتها بعائدها على الإطلاق. وكشفت الدراسة التى أعدها الدكتور صلاح سليمان أستاذ الكيمياء وسمية المبيدات بجامعة الأسكندرية عن أن متوسط ما يصرف لشبكة الصرف للاستخدام المنزلى المباشر نحو 5 مليارات متر مكعب سنويًا من المياه بخلاف ما يصرف من مختلف الأنشطة الأخرى كالأسواق والمطاعم ومحطات البنزين والورش والمستشفيات والمصالح والمؤسسات الخدمية أى يصرف أضعاف هذه المليارات الخمس فى شبكات الصرف وللأسف مع اتهامات البعض لها دون وعى علمى أنها تتسبب فى أمراض الفشل الكلوى والسرطان وغيرها أصبحت مياه الصرف الصحى أشبه بالمحرمات! وأوضحت أن معالجة مياه الصرف الناتجة عن 5 ملايين نسمة يعيشون فى مدينة الإسكندرية فقط بحساب أن الفرد يستهلك نحو 110 أمتار من المياه فى العام، يكفى لإضافة نحو 110 ألف فدان للرقعة الزراعية فى مصر، حيث لا يتجاوز استهلاك الفدان 5 آلاف متر مكعب من المياه سنويا، وبالتالى أصبحت هناك ضرورة قصوى لمنح القطاع الخاص الفرصة لإنشاء مشروعات معالجة صحيحة لمياه الصرف بالإسكندرية والقاهرة على الأقل مقابل منحهم أراضى صحراوية يرفعونها إليها ويزرعونها بها، بخلاف شحن خزانات المياه الجوفية فى المناطق الصحراوية المجاورة على جانبى الدلتا والوادى.