مشمش يا مشمش يا هُمام..روحك ها تفضل في الميدان . بوسي يا بوسي ..نامي وارتاحي حقك جاي ولو بجراحي . قُط قُط..قُط قُط يا بريئة..تارك ها يفضل في رقابينا . نفديك يا روزي بالروح والدم ..ده فداك الأب والأم . نِونِو يا نِونِو فراقك هم ..المجرم"ها يخُر"دم. بصوت عالٍ كالرعد ..خرجت المئات الغاضبة من أعضاء"نادي الجزيرة"بالزمالك"ترثى"القطط المسكينة التي"أُغتيلت"قبل أيام ، خرجوا لتوديعهم وهم يبكون و"يولولون"..يضربون على صدورهم ..و"يشقون"ملابسهم ، ويهيلون"التراب"فوق رءوسهم ، و"يلطمون" على خدودهم ، يرثون براءة"المرحومات"..ويرددون الشعارات..التي تشيد برقتهم وخفة دمهم ..و"حلاوة عشرتهم" ، مطالبين ب"القصاص" من كل من تلطخت يداه بدماء هذه القطط.. التي تم إزهاق روحها بأيادي الخسة والغدر والخيانة !!! أعضاء النادي الذين خرجوا إلى الشوارع - عن بكرة أبيهم..وأمهم أيضا - راحوا "ينددون"بالحادث المأساوي الأليم ، وهم يطوفون أروقة وأرجاء الحي الهادي وهم"متشحين بالسواد" في مشهد"جنائزي"مهيب ، راحوا ينادون ويطالبون بسرعة فتح التحقيقات في حادث مقتلها ، وكشف مخطط وملابسات واقعة"تسميمها" ، والقبض على كل من سولت له نفسه الوقوف وراء"إعدامها" ، وخاصة أن الدلائل والشواهد "المبدئية"تشير إلى تورط عدد من إدارة النادي العريق - سواء بالاتفاق أو الاشتراك أو التدبير والتنفيذ - في جريمة"استهدافها" ،"عامدين مستعمدين"..ومبيتين النية والعزم على التخلص منها والقضاء عليها !!!! أعضاء نادي الجزيرة الذين"انتفضوا"للثأر من مرتكبي هذه الجريمة"النكراء"، تناسوا..أو غفلوا - وأشك إنهم لا يعلمون - أن هناك عددا غير قليل من أصحابهم..وأعضاء مثلهم كانوا يطالبون"من زمان"بضرورة التخلص من القطط"البلدي"التي تملأ النادي ، والسبب.. خوفهم الشديد على قططهم ، القطط"بنت الناس"التي لا تتحمل الأمراض الكثيرة التي تحملها القطط"بنت الكلب"القادمة من "صفايح الزبالة". طالب الناس"الكلاس"- من أصحاب القطط بالنادي - ضرورة تنشيط فرق الحراسة..وتفعيل قواعد"العزل والفرقة"- وبمنتهى الحزم - ما بين قطط الشارع اللقيطة مجهولة"الحسب والنسب..وقطط"نادي الجزيرة" !! فليس من المعقول السماح ب"الاختلاط"ما بين هذه القطط "البيئة"التي تحيا في الحواري والشوارع ، وتعيش على"فضلات"محلات الجزارة وعربيات"الكبدة والسجق"..وأخرى ولدت وعاشت ولعبت ونامت وأكلت في أحضان أرقى وأشيك خلق الله..صفوة المجتمع وكريمته !! بجد..هي جريمة بشعة بكل المقاييس . ارتكبها ناس منزوعو الرحمة والإحساس والإنسانية..والضمير ، وكان من الممكن أن أضم صوتي لصوت الداعين والمنادين بالتحقيق في هذا الفعل"الحيواني"لو كان أصحاب القضية"القططية"اتخذوا اتجاها أكثر"موضوعية وجدية"في المطالبة بعقاب"رادع"لكل من أقدم - ويقدم - على ارتكاب هذا الجرم "الفظيع". هى جريمة"مشينة"..يندى لها كل جبين..عند كل جنس وعرق من"نوع" ..البني آدميين . لكن .."الشوو"الإعلامي"المستفز"والمغالى فيه ، والإفراط في التعبير عن الحزن والشجن بهذه الصورة"التليفزيونية" المفتعلة والمصطنعة..ألقى بالقضية في مربع"الفانتازيا"، وحول مأساة حيوان وديع وأليف إلى"مسرحية"هزلية ، أفرغت المعنى من محتواه.."على رأى المثقفين" ، وخاصة أن لدينا ناس كتيير من أهالينا.. على القمامة..وفى العراء..وتحت لهيب الشمس و"أوجاع"الصقيع والبرد..عايشين . أحياء"اسما وشكلا"لكنهم فى الواقع"....ميتون"!!! يا بهوات..يا هوانم ..كنت أظن أن هذه الانتفاضة الثأرية الغاضبة من أجل ضحايا حادث شرم الشيخ"المأساوى"الذي راح ضحيته"33"قتيلا وقتيلة وخلف عشرات المصابين ، الذين كان معظمهم من العاملين في الفنادق ، ويمثلون"العائل"الوحيد لأسرهم . كنت أظنها من أجل ضحايا حادث الأقصر التي تجاوزت أعدادهم"20"قتيلا من الناس الغلابة. كنت أظنها من أجل سكان"المقابر"التي تقترب أعدادهم من الخمسة ملايين إنسان "حي"..و"مش ميت" . كنت أظنها من أجل اليتامى"المهملين" ..اللي بالملايين . كنت أظنها من أجل الفقرا والمساكين . كنت أظنها من أجل مرضى السرطان..أوالفشل الكلوي..أوالكبدي الوبائي ..والربو.. والقلب.. والصدفية..أوالمكفوفين..وضحايا الإرهاب أوالثورة..أو المعاقين !!! كنت أظنكم تطالبوا..وتنادوا بتوفير أبسط الحقوق"الآدمية"..التي يحظى بها أعضاء مملكتكم"الحيوانية"!!!