طوال سبعة عشر عاما، واصلت أجهزة ناسا المتنقلة تجوالها على سطح كوكب المريخ. لكن التفاصيل التي أعلنت عنها وكالة الفضاء هذا الأسبوع عن رحلتها الاستكشافية التالية للمريخ كشفت عن هدف ناسا الرئيسي – و هو أن يتم استبدال هذه الأجهزة ببشر يوما ما. و قد أكدت الثلاث أجهزة الأخيرة التي تم إرسالها للمريخ٬ "سبيريت" و "أبورتونيتي" و "كيوريوسيتي"٬ قدرة الكوكب على دعم الحياة و بحثوا عن آثار لحياة سابقة. و من المفترض أن تعثر المركبة الاستكشافية التالية٬ التي ستهبط على سطح الكوكب في العقد القادم٬ على طرق لدعم حياة مستقبلية جديدة هناك – حياة بشرية. و قال وليام جرستنماير٬ المتخصص في المهمات البشرية بوكالة ناسا٬ "إن هذه المركبة ستساعد في إجابة الأسئلة التي سيواجهها رواد الفضاء حول بيئة المريخ وفي اختبار التكنولوجيا التي سوف يحتاجوها قبل الهبوط، و الاستكشاف، و العودة من الكوكب الأحمر." هذا سيتضمن اختبارات لتحويل ثاني أكسيد الكربون المتواجد في جو المريخ إلى أكسجين للتنفس. و يمكن أن يستخدم الأكسجين لصنع وقود الصواريخ لتمكين رواد الفضاء من إعادة ملئ خزاناتهم. إن المركبة الجديدة تكاد تكون نسخة طبق الأصل من السابقة "كيوريوسيتي"، و قد تم الإعلان عن خطط إطلاقها بعد نزول "كيوريوسيتي" على سطح المريخ بمدة قصيرة. و تحتوي المركبة الجديدة على العديد من الخواص الجديدة، منها تجربة تحويل ثاني أكسيد الكربون إلى أكسجين. يوجد على متنها أيضا كاميرات لإرسال صور بانورامية ثلاثية الأبعاد، بالإضافة إلى مقاييس طيف لتحليل التركيبة الكيميائية للمعادن على المريخ. سوف تفتح المركبة باب لمهمة أساسية حينما تتوفر التكنولوجيا اللازمة للعودة من المريخ، و هي إحضار عينات من التربة المريخية لتحليلها داخل معامل الوكالة. و هذه المهمة ستكون آلية. و قد قالت وكالة ناسا في تصريح لها "إن التمكن من العيش على المريخ سيحول الاستكشاف المستقبلي للكوكب". لقد كان اهتمام ناسا الأكبر في الستينات رحلاتها إلى القمر. و توجت مجهوداتها حين وضع نيل أرمسترونج قدمه على سطح القمر منذ خمسة و أربعين عاما. ولكن الوكالة كانت مهتمة أيضا بالكوكب الأحمر، حيث أطلقت أول قمر صناعي للمريخ عام 1964. تخطط ناسا لإرسال "إنسايت" في 2016 إلى المريخ لينزل مجس في أرض الكوكب لدراسة جوهر الكوكب.